فقال يا توبة أين تريد قال أريد الصبيان من بني عوف بن عقيل .
قال لا تفعل فإن القوم قاتلوك فمهلا .
قال لا أقلع عنهم ما عشت ثم ضرب بطن فرسه فاستمر به يحضر وهو يرتجز ويقول .
( تنجُو إذا قِيل لها يعَاطِ ... تنجو بهم من خَلَل الأمشاطِ ) .
حتى انتهى الى مكان يقال له حجر الراشدة ظليل أسفله كالعمود وأعلاه منتشر فاستظل فيه هو وأصحابه .
حتى إذا كان بالهاجرة مرت عليه إبل هبيرة بن السمين أخي بني عوف بن عقيل واردة ماء لهم يقال له طلوب فأخذها وخلى طريق راعيها وقال له إذا أتيت صدغ البقرة مولاك فأخبره أن توبة أخذ الإبل ثم انصرف توبة يطرد الإبل .
قال فلما ورد العبد على مولاه فأخبره نادى في بني عوف وقال حتام هذا .
فتعاقدوا بينهم نحوا من ثلاثين فارسا ثم اتبعوه .
ونهضت امرأة من بني خثعم من بني الهرة كانت في بني عوف وكانت تؤخذ لهم فقالت أروني أثره فخرجوا فأروها أثره فأخذت من ترابه فسافته فقالت اطلبوه فإنه سيحبس عليكم .
فطلبوه فسبقهم فتلاوموا بينهم وقالوا ما نرى له أثرا وما نراه إلا وقد سبقكم .
قال وخرج توبة حتى إذا كان بالمضجع من أرض بني كلاب جعل نذارته وحبس أصحابه .
حتى إذا كان بشعب من هضبة يقال لها هند من كبد المضجع جعل ابن عم له يقال له قابض بن عبد الله ربيئة له على رأس الهضبة فقال انظر فإن شخص لك شيء فأعلمنا .
فقال عبد الله بن