ابعدهم الله .
توبة ما أنا بفاعل وما هم إلا عشيرتكم ولكن تجيء الراوية فأضع لهم ماء وأغسل عنهم دماءهم وأخيل عليهم من السباع والطير لا تأكلهم حتى أوذن قومهم بهم بعمق .
فأقام توبة حتى أتته الراوية قبل الليل فسقاهم من الماء وغسل عنهم الدماء وجعل في أساقيهم ماء ثم خيل لهم بالثياب على الشجر ثم مضى حتى طرق من الليل سارية بن عويمر بن أبي عدي العقيلي فقال إنا قد تركنا رهطا من قومكم بسمرات من قرون بقر فأدركوهم فمن كان حيا فداووه ومن كان ميتا فادفنوه ثم انصرف فلحق بقومه .
وصبح سارية القوم فاحتملهم وقد مات ثور بن أبي سمعان ولم يمت غيره .
فلم يزل توبة خائفا .
وكان السليل بن ثور المقتول راميا كثير البغي والشر فأخبر بغرة من توبة وهو بقنة من قنان الشرف يقال لها قنة بني الحمير فركب في نحو ثلاثين فارسا حتى طرقه فترقى توبة ورجل من إخوته في الجبل فأحاطوا بالبيوت فناداهم وهو في الجبل هأنذا من تبغون فاجتنبوا البيوت .
فقالوا إنكم لن تستطيعوه وهو في الجبل ولكن خذوا ما استدف لكم من ماله فأخذوا أفراسا له ولإخوته وانصرفوا .
ثم إن توبة غزاهم فمر على أفلت بن حزن بن معاوية بن خفاجة ببطن بيشة