بقر مكان هنالك فإن ذلك مقيل القوم لم يتجاوزوه فليس وراءه ظل .
فنظروا فقال قائل أرى رجلا يقود بعيرا كأنه يقوده لصيد .
قال توبة ذلك ابن الحبترية وذلك من أرمى من رمى .
فمن له يختلجه دون القوم فلا ينذرون بنا قال فقال عبد الله أخو توبة أنا له .
قال فاحذر لا يضربنك وإن استطعت أن تحول بينه وبين أصحابه فافعل .
فخلى طريق فرسه في غمض من الأرض ثم دنا منه فحمل عليه فرماه ابن الحبترية قال وبنو الحبتر ناس من مذحج في بني عقيل فعقر فرس عبد الله أخي توبة واختل السهم ساق عبد الله فانحاز الرجل حتى أتى أصحابه فانذرهم فجمعوا ركابهم وكانت متفرقة .
قال وغشيهم توبة ومن معه فلما رأوا ذلك صفوا رحالهم وجعلوا السمرات في نحو وأخذوا سلاحهم ودرقهم وزحف إليهم توبة فارتمى القوم لا يغني أحد منهم شيئا في أحد .
ثم إن توبة وكان يترس له أخوه عبد الله قال يا أخي لا تترس لي فإني رأيت ثورا كثيرا ما يرفع الترس عسى أن أوافق منه عند رفعه مرمى فأرميه .
قال ففعل فرماه توبة على حلمة ثديه فصرعه .
وجال القوم فغشيهم توبة وأصحابه فوضعوا فيهم السلاح حتى تركوهم صرعى وهم سبعة نفر .
ثم إن ثورا قال انتزعوا هذا السهم عني .
قال توبة ما وضعناه لننتزعه .
فقال أصحاب توبة أنج بنا نأخذ آثارنا ونلحق راويتنا فقد أخذنا ثأرنا من هؤلاء وقد متنا عطشا .
قال توبة كيف بهؤلاء القوم الذين لا يمنعون ولا يمتنعون .
فقالوا