فأقعد بين يدي توبة فقال خذ بحقك يا توبة .
فقال له توبة ما كان هذا إلا عن أمرك وما كان ليجترىء علي عند غيرك .
وأم همام صوبانة بنت جون بن عامر بن عوف بن عقيل فاتهمه توبة لذلك فانصرف ولم يقتص منه .
فمكثوا غير كثير وإن توبة بلغه أن ثور بن أبي سمعان خرج في نفر من رهطه إلى ماء من مياه قومه يقال له قوباء يريدون مالهم بموضع يقال له جرير بتثليث قال وبينهما فلاة فاتبعه توبة في ناس من أصحابه فسأل عنه وبحث حتى ذكر له أنه عند رجل من بني عامر بن عقيل يقال له سارية بن عمير بن أبي عدي وكان صديقا لتوبة .
فقال توبة والله لا نطرقهم عند سارية الليلة حتى يخرجوا عنه .
فأرادوا أن يخرجوا حين يصبحون .
فقال لهم سارية ادرعوا الليل فإني لا آمن توبة عليكم الليلة فإنه لا ينام عن طلبكم .
قال فلما تعشوا ادرعوا الليل في الفلاة .
وأقعد له توبة رجلين فغفل صاحبا توبة .
فلما ذهب الليل فزع توبة وقال لقد اغتررت الى رجلين ما صنعا شيئا وإني لأعلم أنهم لم يصبحوا بهذه البلاد فاقتص آثارهم فإذا هو بأثر القوم قد خرجوا فبعث الى صاحبيه فأتياه فقال دونكما هذا الجمل فأوقراه من الماء في مزادتيه ثم اتبعا أثري فإن خفي عليكم أن تدركاني فإني سأنور لكما إن أمسيتما دوني .
وخرج توبة في أثر القوم مسرعا حتى إذا انتصف النهار جاوز علما يقال له أفيح في الغائط .
فقال لأصحابه هل ترون سمرات إلى جنب قرون بقر وقرون