الذي ذكرناه في أول الحديث .
فأتى الغلام أباه فأخبره وأجاره وقال ائت عمك قتادة بن مسلمة الحنفي فأخبره فأتى قتادة فأخبره فأجاره .
قال أبو عبيدة وأما فراس فزعم أنه أفلت من بني قيس فأقبل شدا حتى أتى اليمامة واتبعوه حتى انتهى إلى نادي بني حنيفة وفيه قتادة بن مسلمة .
فلما رأوه يهوي نحوهم قال إن هذا لخائف وبصر بالقوم خلفه فصاح به الحصن الحصن فأقبل حتى ولج الحصن .
وجاءت بنو قيس فحال دونه وقال لو أخذتموه قبل دخوله الحصن لأسلمته إليكم فأما إذ تحرم بي فلا سبيل إليه .
قال فقالوا أسيرنا أشتريناه بأموالنا وما هو لك بجار ولا تعرفه وإنما أتاك هاربا من أيدينا ونحن قومك وجيرتك .
قال أما أن أسلمه أبدا فلا يكون ذلك ولكن اختاروا مني إن شئتم فانظروا ما اشتريتموه به فخذوه مني وإن شئتم أعطتيه سلاحا كاملا وحملته على فرس ودعوه حتى يقطع الوادي بيني وبينه ثم دونكموه .
فقالوا رضينا .
فقال ذلك للحارث فقال نعم .
فألبسه سلاحا كاملا وحمله على فرسه وقال له إن أفلتهم فرد إلي الفرس والسلاح لك .
قال فخرج وتركوه حتى جاز الوادي ثم أتبعوه ليأخذوه فلم يزل يقاتلهم ويطاردهم حتى ورد بلاد بني قشير وهو قريب من اليمامة أيضا بينهما أقل من يوم .
فلما صار إلى بلاد بني قشير يئسوا منه فرجعوا عنه .
وعرفه بنو قشير فانطووا عليه وأكرموه .
ورد إلى قتادة بن مسلمة فرسه وأرسل إليه بمائة من الإبل لا أدري أأعطاه إياها بنو قشير من أموالهم ليكافىء بها قتادة أم كانت له لم يفسر أبو عبيدة أمرها ولا سألته عنها .
فقال الحارث بن ظالم في ابني حلاكة وهما من الذين باعوه من القيسيين وفيما كان من أمره قال أبو عبيدة ويقال أسره راعيان من بني هزان يقال لهما ابنا حلاكة