قال وبلغ ذلك بني عامر فخرج الأحوص غازيا لبني دارم طالبا بدم أخيه خالد بن جعفر حين انطووا على الحارث وقاموا دونه فغزاهم فالتقوا برحرحان فهزمت بنو دارم وأسر معبد بن زرارة فانطلقوا به حتى مات في أيديهم وحديثه في يوم رحرحان يأتي بعد .
ثم أسر بنو هزان الحارث بن ظالم .
وقال أبو عبيدة خرج الحارث من عندهم فجعل يطوف في البلاد حتى سقط في ناحية من بلاد ربيعة ووضع سلاحه وهو في فلاة ليس فيها أثر ونام فمر به نفر من بني سعد قيس بن ثعلبة ومعهم قوم من بني هزان من عنزة وهو نائم فأخذوا فرسه وسلاحه ثم أوثقوه فانتبه وقد شدوه فلا يملك من نفسه شيئا .
فسألوه من أنت فلم يخبرهم وطوى عنهم الخبر فضربوه ليقتلوه على أن يخبرهم من هو فلم يفعل .
فاشتراه القيسيون من الهزانيين بزق خمر وشاة ويقال أشتراه رجل من بني سعد بإغلاق بكرة وعشرين من الشاء ثم انطلقوا به إلى بلادهم .
فقالوا له من أنت وما حالك فلم يخبرهم .
فضربوه ليموت فأبى .
قال وهو قريب من اليمامة .
قال فبينما هم على تلك الحال وهم يريغونه ضربا مرة وتهددا أخرى ولينا مرة ليخبرهم بحاله .
وهو يأبى حتى ملوه فتركوه في قيده حتى انفلت ليلا فتوجه نحو اليمامة وهي قريب منه فلقي غلمة يلعبون فنظر إلى غلام منهم أخلقهم للخير عنده فقال من أنت قال أنا بجير بن أبجر العجلي وله ذؤابة يومئذ وأمه امراة قتادة بن مسلمة الحنفي .
فأتاه وأخذ بحقويه والتزمه وقال أنا لك جار .
فيقال إن عجلا أجارته في هذا اليوم لا في اليوم الأول