( كَأَشْقَرَ أَضْحَى بين رُمحينِ إنْ مَضَى ... على الرُّمْحِ يُنْحَرْ أَو تَاَخَّر يُعْقَر ) .
قال وأعجبت عبيد الله وقال لعمري لقد أجبته على إرادتي وأمسك عبيد الله في يده الصحيفة فلما دخل عليه أنس دفعها إليه فنظر فيها ثم قال لعبيد الله لقد رد علي من لا أستطيع جوابه وظن أن عبيد الله قالها وخرج أنس والصحيفة في يده فلقيه عبد الرحمن بن رألان فدفعها إليه أنس فلما قرأها قال هذا شعر حارثة بن بدر أعرفه فقال له أنس صدقت والله ثم قال لحارثة .
( عجبتُ لِهَرْجٍ من زمان مُضلِّلِ ... ورأيٍ لألبابِ الرجالِ مُغَيَّرِ ) .
( ومن حِقْبةٍ عَوْجاءَ غَولٍ تلبَّسَتْ ... على الناسِ جلد الأَرْبَدِ المُتَنَمِّر ) ً .
( فلا يُعْرَفُ المعروفُ فيه لأهله ... وإن قِيلَ فيه مُنْكَرٌ لم يُنَكَّر ) .
( لحارثةَ المُهْدِي الخَنَى لِيَّ ظالماً ... ولم أرَ مِثْلَ مُدَّرٍ صَيْد مُدَّري ) .
( لِحارِ بن بدرٍ قد أتتنِي مقالةٌ ... فما بال نُكْرٍ منك من غير مُنكر ) .
( أيَروي عليك الناسُ ما لا تقُولُه ... فَتُعْذَرَ أم أنت امرؤٌ غيرُ مُعْذَرِ ) .
( فإنْ يك حقّاً ما يُقالُ فلا يكُن ... دَبيباً وجاهِرْني فما من تَسَتُّر ) .
( أُقَلِّدْكَ إن كنتَ امرأً خانَ عِرْضَه ... قوافِيَ من بَاقِي الكلام المُشَهَّر ) .
( وقد كنتَ قبل اليومِ جرَّبتَ أنَّني ... أَشُقُّ على ذي الشِّعْرِ والمُتَشَعِّر ) .
( وأن لساني بالقصائد ماهرٌ ... تَعِنُّ له غُرّ القوافي وتَنْبَرِي ) .
( أصادِفُها حيناً يسيراً وأبتغِي ... لها مِرَّةً شَزْراً إذا لم تَيَسَّر )