كثيرا فأخذوه وأصبحوا وجاء أهل المزة مع حريث بن أبي الجهم فما انتصف النهار حتى بايع الناس يزيد وهو يتمثل قول النابغة .
( إذا استُنْزِلوا عنهنّ للطعن أَرْقَلوا ... إلى الموت إرقالَ الجمال المَصاعبِ ) فجعل أصحابه يتعجبون ويقولون انظروا إلى هذا كان قبيل الصبح يسبح وهو الآن ينشد الشعر قال وأمر يزيد عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان فوقف بباب الجابية فنادى من كان له عطاء فليأت إلى عطائه ومن لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة فبايع له الناس وأمر بالعطاء قال وندب يزيد بن الوليد الناس إلى قتال الوليد بن يزيد مع عبد العزيز وقال من انتدب معه فله ألفان فانتدب ألفا رجل فأعطاهم وقال موعدكم ذنبة فوافى ذنبه ألف ومائتا رجل فقال ميعادكم مصنعة بالبرية وهي لبني عبد العزيز بن الوليد فوافاه ثمانمائة رجل فسار فوافاهم ثقل الوليد فأخذوه ومع عبد العزيز فرسان منهم منصور بن جمهور ويعقوب بن عبد الرحمن السلمي والأصبغ بن ذؤالة وشبيب بن أبي مالك الغساني وحميد بن نصر اللخمي فأقبلوا فنزلوا قريبا من الوليد فقال الوليد أخرجوا لي سريرا فأخرجوه فصعد عليه وأتاه خبر العباس بن الوليد إني أجيئك وأُتي الوليد بفرسين الذائد والسندي وقال أعلي يتواثب الرجال وأنا أثب على الأسد