العتمة دخلوا المسجد مع الناس فصلوا .
وللمسجد حرس قد وكلوا بإخراج الناس من المسجد بالليل فإذا خرج الناس خرج الحرس وأغلق صاحب المسجد الأبواب ودخل الدار من باب المقصورة فيدفع المفاتيح إلى من يحفظها ويخرج فلما صلى الناس العتمة صاح الحرس بالناس فخرجوا وتباطأ أصحاب يزيد الناقص فجعلوا يخرجونهم من باب ويدخلون من باب حتى لم يبق في المسجد إلى الحرس وأصحاب يزيد فأخذوا الحرس ومضى يزيد بن عنبسة السكسكي إلى يزيد فأخبره وأخذ بيده وقال قم يا أمير المؤمنين وأبشر بعون الله ونصره فأقبل وأقبلنا ونحن اثنا عشر رجلا فلما كنا عند سوق القمح لقيهم فيها مائتا رجل من أصحابهم فمضوا حتى دخلوا المسجد وأتوا باب المقصورة وقالوا نحن رسل الوليد ففتح لهم خادم الباب ودخلوا فأخذوا الخادم وإذا أبو العاج سكران فأخذوه وأخذوا خزان البيت وصاحب البريد وأرسل إلى كل من كان يحذره فأخذه وأرسل من ليلته إلى محمد بن عبيدة مولى سعيد بن العاص وهو على بعلبك وإلى عبد الملك بن محمد بن الحجاج فأخذهما وبعث أصحابه إلى الخشبية فأتوه وقال للبوابين لا تفتحوا الأبواب غدوة إلا لمن أخبركم بشعار كذا وكذا .
قال فتركوا الأبواب في السلاسل وكان في المسجد سلاح كثير قدم به سليمان بن هشام من الجزيرة فلم يكن الخزان قبضوه فأصابوا سلاحا