ودمشق مرحلة إذ طلع علينا سبعة معتمون على حمر فنزلوا وفيهم رجل طويل جسيم فرمى بنفسه فنام وألقوا عليه ثوبا وقالوا لي هل عندك شيء نشتريه من طعام فقلت أما بيع فلا وعندي من قراكم ما يشبعكم فقالوا فعجله فذبحت له دجاجا وفراخا وأتيتهم بما حضر من عسل وسمن وشوانيز وقلت أيقظوا صاحبكم للغداء فقالوا هو محموم لا يأكل فسفروا للغداء فعرفت بعضهم وسفر النائم فإذا هو يزيد بن الوليد فعرفته فلم يكلمني ومضوا ليدخلوا دمشق ليلا في نفر من أصحابه مشاة إلى معاوية ابن مصاد وهو بالمزة وبينها وبين دمشق ميل فأصابهم مطر شديد فأتوا منزل معاوية فضربوا بابه وقالوا يزيد بن الوليد فقال له معاوية الفراش ادخل أصلحك الله قال في رجلي طين وأكره أن أفسد عليك بساطك فقال ما تريدني عليه أفسد فمشى على البساط وجلس على الفراش ثم كلم معاوية فبايعه .
وخرج إلى دمشق فنزل دار ثابت بن سليمان الحسني مستخفيا وعلى دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف فخاف عبد الملك الوباء فخرج فنزل قطنا واستخلف ابنه على دمشق وعلى شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي .
وتم ليزيد أمره فأجمع على الظهور وقيل لعامل دمشق إن يزيد خارج فلم يصدق وأرسل يزيد إلى أصحابه بين المغرب والعشاء في ليلة الجمعة من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة فكمنوا في ميضأة عند باب الفراديس حتى إذا أُذنوا