( حيّةٌ في الوِجَار أربدُ لا تَنفَعُ ... منه السليم نَفْثهُ راقِ ) .
فهؤلاء ثمانية من تغلب .
قال عامر والدليل على أن القتلى كانوا قليلا أن آباء القبائل هم الذين شهدوا تلك الحروب فعدوهم وعدوا بنيهم وبني بنيهم فإن كانوا خمسمائة فقد صدقوا فكم عسى أن يبلغ عدد القتلى والقبائل .
قال مسمع إن أخي مجنون وكيف يحتج بشعر المهلهل وقد قتل جحدر أبا مكنف يوم قضة فلم يذكره في شعره وقتل اليشكري ناشرة فلم يذكره في الشعر وقتل حبيب يوم واردات وقتل سعد بن مالك يوم قضة ابن القبيحة فلم يذكر فهؤلاء أربعة .
وقال البكري .
( تركنا حَبيباً يوم أَرْجفَ جمعُه ... صريعاً بأعلى وارداتٍ مُجَدَّلا ) .
وقال مهلهل أيضا .
( لستُ أرجو لَذَّةَ العيش ما ... أزَمَتْ أجلادُ قِدٍّ بساقِي ) .
( جَلَّلوني جِلدَ حَوْبٍ فقد ... جعلوا نَفْسيَ عند التَّراقِي ) .
وقال آخر يفخر بيوم واردات .
( ومُهْراقُ الدماء بوارداتٍ ... تَبِيد المْخزِياتُ وما تَبِيدُ ) .
فقلت لعامر ما بال مسمع وما احتج به من هؤلاء الأربعة فقال عامر وما أربعة إن كنت أغفلتهم فيما يقولون إنهم قتلوا يوم كذا ثلاثة آلاف ويوم كذا أربعة آلاف والله ما أظن جميع القوم كانوا يومئذ ألفا فهاتوا فعدوا أسماء القبائل وأبناءهم وانزلوا معهم إلى أبناء أبنائهم فكم عسى أن يكونوا