هائل ووعد حق صادق لا ينفكون من خوف وعيد إلا رجعوا إلى شوق موعود فهم كذلك وعلى ذلك فى الموت جعلت لهم الراحه ثم يبكى .
عاصم الخلقانى قال قال الربيع بن عبد الرحمن إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام رجاء أن ينير لهم قلوبهم إذا تضمنهم الارض بين أطباقها فهم الدنيا مكتئبون وإلى الآخرة متطلعون نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه مارجت من عظيم ثواب الله فازدادوا لله بذلك جدا واجتهادا عند معاينه إبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم فهم الذين لاراحة لهم فى الدنيا وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم قال ثم يبكى حتى يبل لحيته بالدموع .
محمد بن سلام الجمحى قال سمعت الربيع بن عبد الرحمن يقول فى كلامه قطعتنا غفلة الآمال عن مبادرة الآجال فنحن في الدنيا حيارى لاننتبه من رقدة إلا أعقبتنا في أثرها غفلة فيا إخوتاه نشدتكم بالله هل تعلمون مؤمنا بالله أغر ولنقمته أقل حذرا من قوم هجمت بهم العبر على مصارع النادمين فطاشت عقولهم وضلت حلومهم مما رأوا العبر والأمثال ثم رجعوا عن ذلك إلى غير قلعة ولا نقلة فبالله