لي برفيق قال قلت ارفق لعله ذكر عياله ومفارقته إياهم فرق وسمعها بهيم فقال يا أخي والله ما هو بذاك وما هو إلا أني ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة قال وعلا صوته بالنحيب .
قال يقول لي صاحبي والله ما هي بأول عداوتك لي وبغضك إياي مالي ولبهيم إنما كان ينبغي أن ترافق بين بهيم وبين داود الطائي وسلام بن الأحوص حتى يبكى بعضهم إلى بعض حتى يشتفوا أو يموتوا جميعا .
قال فلم أزل أرفق به وأقول ويحك لعلها خير سفرة سافرتها .
قال وكان طويل الحج رجلا صالحا إلا أنه كان رجلا تاجرا موسرا مقبلا على شأنه لم يكن صاحب حزن ولا بكاء قال فقال لي قد وقعت مرتى هذه ولعلها أن تكون خيرة .
قال وكل هذا الكلام لا يعلم به بهيم ولو علم بشىء منه ما صاحبه قال فخرجا جميعا حتى حجا ورجعا ما يرى كل واحد منهما أن له أخا غير صاحبه فلما جئت أسلم على جارى قال لي جزاك الله يا أخي عني خيرا ما ظننت أن في هذا الخلق مثل أبي بكر كان والله يتفضل على في النفقة وهو معدم وأنا موسر ويتفضل على في الخدمة وأنا شاب قوى وهو شيخ ضعيف ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم