أو إخوانك يريد الحج ترضاه يرافقني قلت نعم فذهبت إلى رجل من الحي له صلاح ودين فجمعت بينهما وتواطيا على المرافقة ثم انطلق بهيم إلى أهله فلما كان بعد أتاني الرجل فقال يا هذا أحب أن تزوى عني صاحبك وتطلب رفيقا غيرى فقلت ويحك فلم فوالله ما أعلم في الكوفة له نظيرا في حسن الخلق والاحتمال ولقد ركبت معه البحر فلم أر إلا خيرا قال ويحك حدثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر فهذا ينغص علينا العيش سفرنا كله قال قلت ويحك إنما يكون البكاء أحيانا عند التذكرة يرق القلب فيبكى الرجل أو ما تبكى أنت أحيانا قال بلى ولكنه قد بلغني عنه أمر عظيم جدا من كثرة بكائه قال قلت أصحبه فلعلك أن تنتفع به قال أستخير الله .
فلما كان اليوم الذي أراد أن يخرجا فيه جىء بالإبل ووطىء لهما فجلس بهيم في ظل حائط فوضع يده تحت لحيته وجعلت دموعه تسيل على خديه ثم على لحيته ثم على صدره حتى والله رايت دموعه على الأرض .
قال فقال لي صاحبي يا مخول قد ابتدأ صاحبك ليس هذا