وعن المزني قال دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت كيف أصبحت فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله تعالى واردا فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها أو إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول .
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما .
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما .
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفوا منة وتكرما .
سمع الشافعي Bه من مالك بن أنس وابراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وعبد العزيز الدراوردي ومسلم بن خالد الزنجي في خلق كثير .
وحدث عنه أحمد بن حنبل وغيره من العلماء .
وتوفي سنة أربع ومائتين .
الربيع بن سليمان قال توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة آخر يوم من رجب ودفناه يوم الجمعة فانصرفنا فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين .
وعن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين عاش أربعا وخمسين