الهواء فتجد له راحة فقال له يا أبا سعيد وبهذا تأمرني إني لأستحي من الله D أن أخطو خطوة في راحة بدني .
وقال منصور دخلت على عطاء السلمي بعد هذا أعوده وهو مريض فرأيته يتبسم فعجبت من ذلك فكأنه فهم عني .
فقال أتعجب يا ابن أخي فقلت وكيف لا أعجب فقال وكيف لا اضحك وقد دنا فراقي ممن كنت أخافه وأحذره ودنا قدومي على خالق كنت أرجوه وآمله أتجعل مقامي مع مخلوق أخافه كقدومي على خالق أرجوه قال هذا قبل أن يحضره وينزل به الموت .
قال أحمد بن أبي الحواري دخلت على بعض المتعبدين وهو مريض فقلت كيف تجدك فقال بحال شريفة أسير كريم حبيس جواد مع أعوان صدق والله لو لم يكن لي مما ترون عوضا إلا ما أودع قلبي من محبته لكنت خليقا أن أدوم على الرضى عنه وما الدنيا وما غاية البلاء فيها هل هو إلا ما ترون من هذه العلة ويوشك إن اشتد بي الأمر أن يدخلني إلى سيدي ولنعمت العلة رحلت بمحب إلى محبوب قد أحزنه طول التخلف عنه .
ويروى أن مالك بن دينار C دخل على شاب يعوده فوجده خيالا على فراشه كالشن البالي فسأله عن حاله فلم يستطع الجواب بلسانه فأشار بطرفه فبينما نحن كذلك إذا بصوت المؤذن فسمعناه يقول كما يقول المؤذن ويشير بأصبعه عند الشهادتين ثم أمر ولده فوضاه ثم أمره أن يوجهه إلى القبلة ليصلي راقدا بالإيماء ثم قال يا مالك البلاء منه سبحانه راحة مع بقاء الإيمان يا مالك نعمه لا تعد وبلاؤه واحد قال مالك فتعجبت من يقينه وصبره وصدق وفائه وخالص محبته فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات C .
وقال عبد الله بن عتبة عدت رجلا مريضا فلما قعدت عنده قلت له كيف تجدك فقال