وشاحها ونور مصباحها ومليء فتنة غدوها ورواحها قد فتكت بذلك الأسد الهصور واقتنصت ذلك الفارس المذكور .
أدلت إدلالها وجرت أذيالها وأرسلت جمالها فعملت أعمالها وسلبت الملوك قلوبها وأموالها .
ما كان بأوشك من أن صارت جيفة من الجيف تبعد وتصرف وتنكر ولا تعرف أحسن أحوالها أن تلف في سربالها وتدفع لحمالها فتطرح في شق من الأرض قريب الطول والعرض مظلم القعر إلى يوم القيامة والحشر قضاء الله النازل من سمائه وحكمه في عبيده وإماءه .
وأنشد بعضهم .
( عرج على القبر بدار البلى ... حيث منى نفسي مقبور ) .
( حيث هوى بدر الدجى ساقطا ... قد زال عن صفحتيه النور ) .
( وحيث حلت داعيات الهوى ... أجمع مسموع ومنظور ) .
( يا ظبية بطن الثرى أسكنت ... وبيتها في القصر معمور ) .
( حقا تمطيت على رضمة ... جنبك منها اليوم مكسور ) .
( وطال ما بت على سندس ... بالذهب الإبريز مضفور ) .
( وجسمك الناعم حقا به ... للترب تشقيق وتفطير ) .
( وطال ما أثر من قبل ذا ... في لينه هم وتفكير ) .
( وثغرك العذب ويا ويلتي ... فيه من الديدان جمهور ) .
( ولو به عل قتيل الهوى ... قبل لاضحى وهو منشور ) .
( وشعرك الجثل وعهدي به ... فيه فتيت المسك منثور ) .
( قد عششت فيه بنات الثرى ... ففيه تشعيث وتغيير ) .
( يا حسرتا ثمت يا حسرتا ... لو كان يغني اليوم تحسير )