( أتى بسهل من الألفاظ ممتنع ... جزل يصيب المعاني آية عجبا ) .
( فلو تميع أضحى مشربا سلسا ... ولو تجسد أضحى خالصا ذهبا ) .
( رمته هذي المنايا وهي صائبه ... سهما فما هو إلا أن رمته كبا ) .
( فأخرسته فما يبدي بضاحكة ... ولا يرد جوابا هان أو صعبا ) .
( وبات مطرحا في قعر موحشة ... غبراء مصطفق الأحشاء مستلبا ) .
( أعطى يديه لدنياه بما طلبت ... إذ أدرك الدود من جنبيه ما طلبا ) .
وكم هناكم من مسعر حرب قد لبس أوزارها وأضرم نارها وأوصل إلى القلوب أوراها وأقام سوقها ورفع غبارها .
كم أغار من غارة شعواء وفتك من فتكة شنعاء وأثار من فتنة عمياء وصال بجنان وطعن بسنان وركض بحصان ولعب بفرسان وفرسان وقال خذها وأنا فلان بن فلان .
ها هو اليوم قد بل جنانه وتكسر سنانه وأكب به حصانه لأمه الويل وحسرة سوداء مثل الليل .
وأنشدوا .
( ومقدام على الأهوال صدق ... لدى الفتكات والأمر الكبير ) .
( تبيت لذكره الأبطال سكرى ... وتضحي منه ضيقة الصدور ) .
( يرض فرائص الفرسان رضا ... ويحطمهن كالأسد الهصور ) .
( طموح السيف لا يثنيه شيء ... جهول بالبشير وبالنذير ) .
( أشار الموت من بعد إليه ... فخر موسدا إحدى الصخور ) .
( وكب حصانه ونبا شباه ... وأعلن نادبوه بالثبور ) .
( وأنسى أن يقيم لواء روع ... بروعات أتته من القبور ) .
وأن أنت أطلت اعتبارك وأمعنت استبصارك فكم بها من غادة قد هضم