الزهاد الكبار فنزل ذلك الزاهد للصلاة عليه فانتشر الخبر في البلد وقالوا نزل فلان ليصلي على فلان فخرج الناس فصلوا عليه مع الزاهد وجعلوا يتعجبون من صلاته عليه فقال لهم إني قيل لي في المنام انزل إلى الموضع الفلاني ترى فيه جنازة رجل ليس معها أحد إلا امرأته فصل عليه فإنه مغفور له فزاد تعجب الناس فاستدعى الزاهد زوجته فسألها عن ذلك وكيف كانت سيرته فقالت كان كما سمعت كان طول النهار في الماخور مشتغلا بشرب الخمر فقال انظري هل تعرفين له شيئا من أفعال الخير .
قالت لا والله إلا أنه كان يفيق في كل يوم من سكره عند صلاة الصبح فيبدل ثيابه ويتوضأ ويصلي الصبح ثم يعود إلى ما هو عليه فيشتغل بشربه ولهوه وكان لا يخلو بيته من يتيم أو يتيمين يفضله على ولده وكان يفيق في أثناء سكره فيبكي ويقول إلهي أي زاوية من زوايا جهنم تريد أن تملأها بهذا الخبيث يعني نفسه .
وكذلك إن كان الميت منبوذا أو مطروحا لا يعرف أو لا يحضره أحد فلا تحتقره ولا تنظر إلى الظاهر من حاله .
يروى عن أبي هريرة عن النبي A أنه قال رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ذكره مسلم بن الحجاج .
ومن غير كتاب مسلم رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره .
ويروى عن عمر بن عثمان بن شعبة قال رأيت في بعض الليالي في المنام كأن قائلا يقول لي إذا كان غدا فأت مصلى خولان فصل على ولي لنا قال فخرجت قبل طلوع الفجر خوف أن يفوتني ثم قعدت إلى قريب من غروب الشمس فلم يؤت بميت إلى ذلك المصلى قال فانصرفت فبينما أنا بين الآكام إذا أنا بميت على رأس حمال على فرد باب وعليه عباءة فقال لي الحمال يا هذا إن هذا الميت رجل غريب فهل لك أن تصلي عليه فقلت في نفسي