وكذلك كان ممشاد الدينوري لما نزل به الموت جعل بعض المشايخ يدعو له فضحك وقال منذ ثلاثين سنة تعرض علي الجنة بما فيها فما نظرت إليها .
ويروى أن بعض الصالحين ضحك عند موته وقال صادق يا وفي وفيت لي وما وفيت لك .
ويروى عن عبد الله بن المبارك أنه لما احتضر نظر إلى السماء فضحك ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون .
ومثل هذا يروى عن بعض أصحاب ابن فورك وكان من الصالحين الكبار المجتهدين أنه لما نزل به الموت شخص ببصره إلى السماء ثم قال يا ابن فورك لمثل هذا فليعمل العاملون .
وفتح ابن بنان عينيه عند الموت فقال ارتع فهذا مرتع الأحباب وخرجت روحه .
ولما نزل الموت بأبي يعقوب النهرجوري C قال له أبو الحسن المزين قل لا إله إلا الله فتبسم أبو يعقوب وقال إياي تعني وعزة من لا يذوق الموت ما بيني وبينه إلا حجاب العزة ثم خرجت روحه من ساعته .
وكان أبو الحسن يأخذ بلحية نفسه ويقول يا حجام مثلك يلقن أولياء الله الشهادة وكان إذا ذكر هذه القصة بكى .
وقال الجنيد دخلت على سري السقطي C تعالى عند الموت وكان ممن أحرق قلبه الخوف فقلت له كيف تجدك فقال كيف أشكو إلى طبيبي ما بي والذي قد أصابني من طبيبي .
قال الجنيد فأخذت المروحة لأروح عليه فقال كيف يجد روح المروحة من قلبه يحترق ثم أنشد .
( القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق ) .
( كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الأسى والشوق والقلق ) .
ثم ذكر الله تعالى ومات C .
وقيل لذي النون عند موته ما تشتهي فقال أشتهي أن أعرفه تبارك وتعالى قبل موتي بلحظة