وقيل له قل لا إله إلا الله فقال ما نسيته فأذكره .
ولما نزل الموت ببشر الحافي وكان على عليائه من العبادة والزهادة شق عليه وساءه ذلك فقيل له أتحب الحياة يا فلان فقال يا قوم القدوم على الله شديد .
ولما حضر أبا سليمان الداراني الموت قال له أصحابه أبشر فإنك تقدم على رب غفور رحيم فقال لهم ألا تقولون تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير .
فأبو سليمان هذا غلب عليه الخوف في هذه الحالة فتكلم عن حاله .
وقيل لرويم عند الموت قل لا إله إلا الله فقال ما أحسن غيرها وكان رويم هذا من الصالحين ويروى أنه كان يدعو الطير فتجيبه .
واحتضر بعض الصالحين فبكت امرأته فقال ما يبكيك قالت عليك أبكي قال إن كنت باكية فابكي على نفسك فأما أنا فقد بكيت على هذا اليوم منذ أربعين سنة .
ولما حضرت أبا علي الروذباري الوفاة وكان رأسه في حجر ابنته فاطمة ففتح عينيه ثم قال هذه أبواب السماء قد فتحت وهذه الجنان قد زخرفت وهذا قائل يقول يا أبا علي قد بلغناك الرتبة القصوى وإن لم تردها ثم قال .
( وحقك لانظرت إلى سواك ... بعين مودة حتى أراك ) .
( أراك معذبي بفتور لحظ ... وبالخد المورد من حياك ) .
( أراك منعمي بجميل ظن ... وبالأمن المكرم من رضاك ) .
( فلو قطعتني في الحب إربا ... لما نظر الفؤاد إلى سواك ) .
وكان أبو علي هذا ممن يعبد الله لذاته وكان يقول لا أريد الجنة ونعيمها إنما أريدك يا رب