( الخلق مختلف جواهره ... ولقل ما تزكو سرائره ) .
( ولقل من تصفو إرادته ... وصح باطنه وظاهره ) .
( الناس في الدنيا ذوو ثقة ... والدهر مسرعة دوائره ) .
( والموت لو صح اليقين به ... لم ينتفع بالعيش ذاكره ) .
( لا خير في الدنيا لذي بصر ... عميت لما فيها نواظره ) .
( وسبيلنا في الموت واحدة ... يتلو أكابره أصاغره ) .
( من كان للصالحات مدخرا ... فستستبين غدا ذخائره ) .
( يا من يريد الموت مهجته ... لا شك مالك لا تبادره ) .
( هل أنت معتبر بمن خربت ... منه العداة معا دساكره ) .
( وبمن أذل الدهر مصرعه ... فتبرأت منه عشائره ) .
( وبمن خلت منه أسرته ... وبمن خلت منه منابره ) .
( درست محاسن وجهه ونفى ... عنه النعيم ثرى يباشره ) .
( أين الملوك وأين غيرهم ... صاروا مصيرا أنت صائره ) .
( يا مؤثر الدنيا للذته ... والمستعد لمن يفاخره ) .
( نل ما بدا لك أن تنال من الد ... نيا فإن الموت آخره ) .
ثم قال الرشيد والله لكأني المخاطب بهذا دون الناس قال فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات .
وقال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي C لما اشتدت علة هارون الرشيد وسار إلى طوس هون الأطباء عليه علته وحقروا أمرها فأرسل ماءه في قارورة مع جملة قوارير فعرضت على متطبب فارسي كان هناك فجعل ينظر إليها قارورة قارورة ويقول ما يقول حتى أتى على القارورة التي فيها ماء هارون الرشيد فنظر فيها فقال عرفوا صاحب هذا الماء أنه هالك بعد ثلاث فمروه فليوص فأنه لا برء له من علته هذه فأتى الغلام هارون فقال له ما قال لك فجمجم الغلام ولم يبين فعزم عليه فأخبره بما قال وقال قال عرفوا صاحب هذا الماء أنه هالك بعد ثلاث فبكى هارون بكاء شديدا وتمايل على فراشه