لصغير وإن كنا منك لفي غرور .
ولما حضرت الوفاة أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين تمثل بهذه الأبيات .
( المرء يأمل أن يعيـ ... ـش وطول عيش قد يضره ) .
( تبلى بشاشته ويبـ ... ـقى بعد حلو العيش مره ) .
( وتحزنه الأيام حتـ ... ـى لا يرى شيئا يسره ) .
( كم شامت بي أن هلكـ ... ـت وقائل لله دره ) .
ثم قال للربيع هذا السلطان لا سلطان من يموت ثم قال اللهم إني ارتكبت الجرائم من الذنوب جرأة عليك وأطعتك في أحب الأشياء إليك شهادة إن لا إله إلا الله منا منك لا منا عليك اللهم اجعل ذلك قربة لي عندك ثم مات من ساعته .
وعن محمد بن منصور البغدادي قال دخلت على عبد الله بن طاهر وهو في سكرات الموت فقلت السلام عليك أيها الأمير فقال لا تسمني أميرا وسمني أسيرا ولكن أكتب عني بيتين ما أراهما إلا آخر بيتين أقولهما ثم أنشأ يقول : .
( بادر فقد أسمعك الصوت ... إن لم تبادر فهو الفوت ) .
( من لم تزل نعمته قبله ... زال عن النعمة بالموت ) .
ولما نزل الموت بهشام بن عبد الملك أمير المؤمنين نظر إلى أولاده وأهله يبكون حوله فقال لهم جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم عليه بالبكاء وترك لكم هشام ما جمع وتركتم عليه ما اكتسب ما أعظم منقلب هشام وما أسوأه إن لم يغفر الله له .
وكان أمير المؤمنين هارون الرشيد ينتقي أكفانه بيده وينظر إليها ويقول ما أغني عني ماليه هلك عني سلطانيه .
ويروى عن الأصمعي أنه قال دخلت على هارون الرشيد فرأيته ينظر في الكتاب ودموعه تسيل على خديه فوقفت حتى سكن وحانت منه التفاتة فنظر إلي وقال اجلس ثم رمى بالقرطاس إلي فإذا فيه شعر لأبي العتاهية