@ 160 @ .
والزمخشري في كلامه كلما أراد أن يأتي بمثال في الآية خارج عنها اضطر إلى أن لا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً . .
فضربه للآية المثل بقصة ابن جبير مع الحجاج ، دليل واضح على ما ذكرنا وعلى تناقضه وتخبطه . .
فإنه قال فيها إن الحجاج قال لسعيد بن جبير : لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى . .
قال سعيد للحجاج : لو علمت إن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك . .
فهو يدل على أنه علق المحال على المحال ، ولو كان غير متناقض للمعنى الذي مثل له به الزمخشري لقال : لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله . .
فقوله : لو علمت أن ذلك إليك في معنى { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ } ، فنسبة الولد والشريك إليه معناهما في الاستحالة وادعاء النقص واحد . .
فلو كان سعيد يفهم الآية كفهمك الباطل لقال : لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله . .
ولكنه لم يقل هذا ، لأنه ليس له معنى صحيح يجوز المصير إليه . .
وكذلك تمثيل الزمخشري للآية الكريمة في كلامه القبيح البشع الشنيع الذي يتقاصر عن التلفظ به كل كافر . .
فقد اضطر فيه أيضاً إلى ألا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً شنيعاً فإنه قال فيه : .
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر : إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذباً سرمداً فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله . .
فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي : إن كان الله خالقاً للكفر في القلوب إلخ . .
فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم ، مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله ، وهذا المستحيل في زعمه الباطل ، إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل