@ 315 @ { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ } . قد قدّمنا إيضاحه في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّءيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْءانَ } . { فَإِنَّهُمْ لاّكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } . ما ذكره جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار في النار يأكلون من شجرة الزقوم ، فيملؤون منها بطونهم ، ويجمعون معها : { لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } ، أي : خلطًا من الماء البالغ غاية الحرارة ، جاء موضحًا في غير هذا الموضع ؛ كقوله تعالى في ( الواقعة ) : { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذّبُونَ * لاَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مّن زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } . وقوله : { شُرْبَ الْهِيمِ } ، الهيم : جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلاً التي أصابها الهيام ، وهو شدّة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرًا من الماء ، ولا تزال مع ذلك في شدّة العطش . ومنه قول غيلان ذي الرمّة : فَإِنَّهُمْ لاّكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } . ما ذكره جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة من أن الكفار في النار يأكلون من شجرة الزقوم ، فيملؤون منها بطونهم ، ويجمعون معها : { لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } ، أي : خلطًا من الماء البالغ غاية الحرارة ، جاء موضحًا في غير هذا الموضع ؛ كقوله تعالى في ( الواقعة ) : { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذّبُونَ * لاَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مّن زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } . وقوله : { شُرْبَ الْهِيمِ } ، الهيم : جمع أهيم وهيماء وهي الناقة مثلاً التي أصابها الهيام ، وهو شدّة العطش بحيث لا يرويها كثرة شراب الماء فهي تشرب كثيرًا من الماء ، ولا تزال مع ذلك في شدّة العطش . ومنه قول غيلان ذي الرمّة : % ( فأصبحت كالهيماء لا الماء مبرد % صداها ولا يقضى عليها هيامها ) % .
وقوله تعالى في ( الواقعة ) : { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } ، يدلّ على أن الشوب ، أي : الخلط من الحميم المخلوط لهم بشجرة الزقوم المذكور هنا في ( الصافّات ) ، أنه شوب كثير من الحميم لا قليل . .
وقال أبو عبد اللَّه القرطبي في تفسير هذه الآية : { لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } ، الشوب : الخلط ، والشوب والشوب لغتان ، كالفقر والفقر ، والفتح أشهر . قال الفراء : شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشىء يشوبهما شوبًا وشيابة ، انتهى منه . { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَآءَهُمْ ضَآلِّينَ * فَهُمْ عَلَىءَاثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } . ما دلّت عليه هذه الآية الكريمة من أن الكفار الذين أرسل إليهم نبيّنا صلى الله عليه وسلم : { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءابَاءهُمْ } ، أي : وجدوهم على الكفر ، وعبادة الأوثان ، { فَهُمْ عَلَىءاثَارِهِمْ