@ 236 @ فِيهَا وَكُنَّا } لأن مسكنه فيها وهي الشام ، فترده إلى الشام . وعليه فقوله : { حَيْثُ أَصَابَ } في حالة الذهاب . وقوله : { إِلَى الاٌّ رْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } في حالة الإياب إلى محل السكنى . فانفكت الجهة فزال الإشكال . وقد قال نابغة ذبيان : إِلَى الاٌّ رْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } في حالة الإياب إلى محل السكنى . فانفكت الجهة فزال الإشكال . وقد قال نابغة ذبيان : % ( إلا سليمان إذ قال الإله له % قم في البرية فاحددها عن الفند ) % % ( وخيس الجن إني قد أذنت لهم % يبنون تدمر بالصفاح والعمد ) % .
وتدمر : بلد بالشام . وذلك مما يدل على أن الشام هو محل سكناه كما هو معروف . قوله تعالى : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } . الأظهر في قوله { مِنْ } أنه في محل نصب عطفاً على معمول { إِنَّا سَخَّرْنَا } أي وسخرنا له من يغوصون له من الشياطين . وقيل : ( من ) مبتدأ ، والجار والمجرور قبله خبره . وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه سخر لسليمان من يغوصون له من الشياطين . أي يغوصون له في البحار فيستخرجون له منها الجواهر النفيسة . كاللؤلؤ ، والمرجان . والغوص : النزول تحت الماء . والغواص : الذي يغوص البحر ليستخرج منه اللؤلؤ ونحوه . ومنه قول نابغة ذبيان : وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } . الأظهر في قوله { مِنْ } أنه في محل نصب عطفاً على معمول { إِنَّا سَخَّرْنَا } أي وسخرنا له من يغوصون له من الشياطين . وقيل : ( من ) مبتدأ ، والجار والمجرور قبله خبره . وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه سخر لسليمان من يغوصون له من الشياطين . أي يغوصون له في البحار فيستخرجون له منها الجواهر النفيسة . كاللؤلؤ ، والمرجان . والغوص : النزول تحت الماء . والغواص : الذي يغوص البحر ليستخرج منه اللؤلؤ ونحوه . ومنه قول نابغة ذبيان : % ( أو درة صدفية غواصها % بهج متى يراها يهل ويسجد ) % .
وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أيضاً . أن الشياطين المسخرين له يعملون له عملاً دون ذلك . أي سوى ذلك الغوص المذكور . أي كبناء المدائن والقصور ، وعمل المحاريب والتماثيل ، والجفان والقدور الراسيات ، وغير ذلك من اختراع الصنائع العجيبة . .
وقوله في هذه الآية الكريمة : { وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } أي من أن يزيغوا عن أمره ، أو يبدلوا أو يغيروا ، أو يوجد منهم فساد فيما هم مسخرون فيه . وهذه المسائل الثلاث التي تضمنتها هذه الآية الكريمة جاءت مبينة في غير هذا الموضع . كقوله في الغوص والعمل سواء : { وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ } ، وقوله في العمل غير الغوص : { وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ } ، وقوله : { يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ } ، وكقوله في حفظهم من أن يزيغوا عن أمره : { وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }