@ 381 @ قوله : { أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالاٌّ مْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاٌّ رْضِ } . والظاهر أن قوله : ( عصياً ) فعول قبلت فيه الواو ياء وأدغمت في الياء على القاعدة التصريفية المشهورة : التي عقدها ابن مالك في الخلاصة بقوله : أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالاٌّ مْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاٌّ رْضِ } . والظاهر أن قوله : ( عصياً ) فعول قبلت فيه الواو ياء وأدغمت في الياء على القاعدة التصريفية المشهورة : التي عقدها ابن مالك في الخلاصة بقوله : % ( إن يسكن السابق من واو ويا % واتصلا ومن عروض عريا ) % % ( فياء الواو اقلبن مدغما % وشذ معطى غير ما قد رسما ) % .
فأصل ( عصياً ) على هذا ( عصوياً ) كصبور ، أي كثير العصيان . ويحتمل أن يكون أصله فعيلاً وهي من صيغ المبالغة أيضاً ، قاله أبو حيان في البحر . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } قال ابن جرير : وسلام عليه أي أمان له . وقال ابن عطية : والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة ، فهي أشرف من الأمان ، لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهو أقل درجاته ، وإنما الشرف في أن سلم الله عليه وحياه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة ، وقلة الحيلة والفقر إلى الله تعالى عظيم الحول انتهى كلام ابن عطية بواسطة نقل القرطبي في تفسير هذه الآية ، ومرجع القولين إلى شيء واحد ، لأن معنى سلام ، التحية ، الأمان ، والسلامة مما يكره . وقول من قال : هو الأمان . يعني أن ذلك الأمان من الله . والتحية من الله معناها الأمان والسلامة مما يكره . والظاهر المتبادر أن قوله { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ } تحية من الله ليحيى ومعناها الأمان والسلامة . وقوله : { وَسَلَامٌ عَلَيْهِ } مبتدأ ، وسوغ الابتداء به وهو نكرة أنه في معنى الدعاء ، وإنما خص هذه الأوقات الثلاثة بالسلام التي هي وقت ولادته ، ووقت موته ، ووقت بعثه ، في قوله { يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ } ، لأنها أوحش من غيرها . قال سفيان بن عيينة : أوحش ما يكون المرء في ثلاثة مواطن : يوم يولد فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم . ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم . قال : فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فيها . رواه عنه ابن جرير وغيره . وذكر ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية بإسناده عن الحسن رحمه الله قال : إن عيسى ويحيى التقيا فقال له عيسى : استغفر لي ، أنت خير مني . فقال الآخر : استغفر لي ، أنت خير مني . فقال عيسى : أنت خير مني ، سلمت على نفسي وسلم الله عليك . وقد نقل القرطبي هذا الكلام الذي رواه ابن جرير عن الحسن البصري رحمه الله تعالى . ثم قال : انتزع بعض العلماء من هذه الآية في التسليم فضل عيسى بأن قال إدلاله