أنه لم يشهد الوقعة الشهيرة بها وكذا قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب إنه لم يشهدها وهو قول ابن إسحاق وابن معين ثم ابن عبد البر وعبارته لا يصح شهوده بدرا وبه جزم ابن السمعاني ومشى عليه ابن الصلاح وأتباعه فإنه قال لم يشهد بدرا في قول الأكثر ولكن نزل بدرا فنسب إليها انتهى .
وعده البخاري في البدريين كما في صحيحه واستدل بأحاديث في بعضها التصريح بأنه شهدها منها حديث عروة بن الزبير أنه قال أخر المغيرة بن شيعة العصر وهو أمير الكوفة فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو جد زيد بن حسن وكان قد شهد بدرا فقال يا مغيرة فذكر الحديث سمعه عروة من بشير ابن مسعود عن أبيه وكذا قال مسلم في الكنى أنه شهدها ونحوه قول شعبة عن الحكم إنه كان بدريا .
وقال أبو القاسم البغوي حدثني عمي يعني علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد يعني القاسم بن سلام إنه شهدها وقال ابن البر في لم يذكره ابن إسحاق في أهل بدر وفي غير حديث إنه ممن شهدها وقال أبو القاسم الطبراني أهل الكوفة يقولون إنه شهدها ولم يذكره أهل المدينة فيهم وذكره عروة بن الزبير فيمن شهد العقبة انتهى .
وبالجملة فالمثبت مقدم وفيهم البخاري ومسلم وقد استظهر له شيخنا باتفاقهم على شهوده العقبة وأن من شهدها لا مانع من شهوده بدرا .
قال الواقدي ولو قبلنا قوله في المغازي مع ضعفه لا ترد به الأحاديث الصحيحة هي .
ثم إن أبا مسعود لم ينفرد بذلك فقد ذكر ابن السمعاني في الأنساب ممن نسب بدريا لا لشهودها بل لنزوله آبار بدر أو حنة أو حبة ثابت بن النعمان بن أمية ابن امرئ القيس صحابي .
والثاني كإسماعيل بن محمد المكي نسب كذلك لإكثاره التوجه إليها