المطلق أي اعجبهم زمان كان يصلي فيه رسول الله نحو بيت المقدس لأنه كان قبلتهم فإعجابهم لموافقة قبلة رسول الله قبلتهم قلت إذ ههنا ظرف بمعنى حين والمعنى اعجب اليهود حين كان يصلي عليه السلام قبل بيت المقدس و إذ إنما تقع بدلا عن المفعول كما في قوله تعالى واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت ( مريم 16 ) وههنا المفعول هو الضمير المنصوب في قوله اعجبهم ولا يصح أن يكون بدلا منه لفساد المعنى والضمير المستتر في اعجب ضمير الفاعل قوله قبل بيت المقدس حال اي متوجها إليه فان قلت ما الإضافة التي في بيت المقدس قلت إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الاولى ومسجد الجامع والمشهور فيه الإضافة وجاء أيضا على الصفة لبيت المقدس وقال ابو علي تقديره بيت مكان الطهارة قوله واهل الكتاب بالرفع عطف على قوله اليهود فهو من قبيل عطف العام على الخاص لأن أهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى وغيرهما ممن يعتقد بكتاب منزل وقال الكرماني او المراد به أي بأهل الكتاب النصارى فقط عطف خاص على خاص وقال بعضهم فيه نظر لأن النصارى لا يصلون لبيت المقدس فكيف يعجبهم قلت سبحان الله إن هذا عجب شديد كيف لم يتأمل هذا كلام الكرماني بتمامه حتى نظر فيه فإنه لما قال المراد به النصارى فقط قال وجعلوا تابعة لأنه لم تكن قبلتهم بل إعجابهم كان بالتبعية لليهود على نفس عبارة الحديث يشهد بإعجاب النصارى أيضا لان قوله واهل الكتاب إذا كان عطفا على اليهود يكونون داخلين فيما وصف به اليهود فالنصارى من جملة أهل الكتاب فهم أيضا داخلون فيه والأظهر أن يكون وأهل الكتاب بالنصب على أن الواو فيه بمعنى مع أي كان يصلي قبل بيت المقدس مع اهل الكتاب وهذا وجه صحيح ولكن يحتاج إلى تصحيح الرواية بالنصب وفي هذا الوجه أيضا يدخل فيهم النصارى لأنهم من أهل الكتاب قوله فلما ولى أي اقبل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وجهه نحو القبلة أنكروا ذلك اي انكر أهل الكتاب توجهه إليها فعند ذلك نزل سيقول السفهاء من الناس ( البقرة 142 ) الآية وقد صرح البخاري بذلك في روايته من طريق إسرائيل .
بيان المعاني قوله كان اول ما قدم المدينة كان قدومه عليه السلام إلى المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الاول حين اشتداد الضحاء وكادت الشمس تعتدل وعن ابن عباس Bهما ان رسول الله خرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين فالظاهر أن بين خروجه من مكة ودخوله المدينة خمسة عشر يوما لانه أقام بغار ثور ثلاثة أيام ثم سلك طريق الساحل وهو أبعد من طريق الجادة قوله نزل على أجداده أو قال أخواله الشك من أبي اسحاق والمراد بالأجداد هم من جهة الأمومة وإطلاق الجد والخال هنا مجاز لأن هاشما جد أب رسول الله تزوج من الأنصار وقال موسى بن عقبة وابن اسحاق والواقدي وغيرهم أول ما نزل رسول على كلثوم بن الهدم بن امرىء القيس بن الحارث بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري وكان يجلس للناس في بيت سعد بن خيثمة فأقام النبي بقباء في بني عمرو بن عوف الإثنين والثلثاء والأربعاء والخميس واسس مسجدهم وقال ابن سعد يقال أقام فيهم أربع عشرة ليلة وجاء مبينا في البخاري في كتاب الصلاة من رواية أنس Bه قال فنزل بأعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم خرج يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة فقال ابن اسحاق فأتاه عتبان بن مالك في رجال من قومه فقالوا يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدد والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة لناقته فخلوا سبيلها حتى إذا وازنت دار بني بياضة فتلقاه قوم فقالوا له مثل ذلك فقال لهم خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها حتى مر ببني ساعدة فقالوا له مثل ذلك فقال لهم مثل ما تقدم ثم دار ببني الحرث بن الخزرج فكذلك ثم دار بني عدي بن النجار وهم أخواله فإن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج وكان هاشم بن عبد المطلب قدم المدينة فتزوج سلمى وكانت شريفة لا تنكح الرجال حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها إذا كرهت رجلا فارقته فولدت لهاشم عبد المطلب فقالوا يا رسول الله هلم إلى اخوالك إلى العدد والعدد والمنعة فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا أتت دار بني