والذين ذهبوا إلى أن البسملة ليست آية منها جعلوا الآية السابعة ما بعد كلمة عليهم الأولى واعتبروا هذه الكلمة فاصلة لوقوعها في آخر الآية السادسة .
ومن المرجحات لعدها فاصلة تحقق التناسب بين الآيات في المقدار بخلاف ما إذا لم يعتبر فاصلة فإن هذه الآية الأخيرة تطول وتزيد على ما سواها كثيرا .
ومن المرجحات لعدم عدها فاصلة أنها لا تشاكل فواصل الفاتحة فإنه جاء في كل واحدة منها قبل الحرف الأخير ياء مد بخلاف هذه .
أضف إلى ذلك أنه لم تجىء فاصلة على هذا النمط في سورة من السور .
واعلم أنه قد تطلق الآية القرآنية ويراد بعضها أو أكثر .
ولكن على ضرب من المجاز والتوسع فلا تتوقفن فيه .
مثال إطلاق الآية على بعضها قول ابن عباس أرجى آية في القرآن وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم 13 الرعد 6 فإن هذه الجملة الكريمة بعض آية باتفاق .
ومثال إطلاق الآية على أكثر منها قول ابن مسعود أحكم آية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 99 الزلزلة 7 - 8 .
فإنهما آيتان باتفاق .
عدد آيات القرآن .
قال صاحب التبيان ما نصه وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتا آية وكسر إلا أن هذا الكسر يختلف مبلغه باختلاف أعدادهم .
ففي عدد المدني الأول سبع عشرة وبه قال نافع .
وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة وعشر عند أبي جعفر .
وفي عدد المكي عشرون .
وفي عدد الكوفي ست وثلاثون .
وهو مروي عن حمزة الزيات .
وفي عدد البصري خمس وهو مروي عن عاصم الجحدري .
وفي رواية عنه أربع وبه قال أيوب بن المتوكل البصري وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا تسع عشرة وروي ذلك عن قتادة .
وفي عدد الشامي ست وعشرون وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري .
ا ه .
وقال صاحب التبيان أيضا قبل ذلك ما نصه عدد المكي منسوب إلى عبد الله بن كثير أحد السبعة وهو يروي ذلك عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب .
وعدد المدني على ضربين عدد المدني الأول وعدد المدني الأخير .
فعدد المدني الأول غير منسوب إلى أحد بعينه .
وإنما نقله أهل الكوفة عن أهل المدينة مرسلا ولم