46287 - عن أبي بكر قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى بيت متنحيا فقصد إليه فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة فقالت : يا عبد الله إنما أنا امرأة وليس معي أحد فعليكما بعظيم الحي إذا أردتما القرى فلم يجبها وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له يسوقها فقالت له : يا بني انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين الرجلين فقل لهما : تقول لكما أمي : اذبحا هذه وكلا وأطعمانا فلما جاء قال له النبي صلى الله عليه وسلّم : انطلق بالشفرة وجئني بالقدح قال : إنها قد عزبت وليس لها لبن ؟ قال : انطلق فانطلق فجاء بقدح فمسح النبي صلى الله عليه وسلّم ضرعها ثم حلب حتى ملأ القدح ثم قال انطلق به إلى أمك فشربت حتى رويت ثم جاء به فقال : انطلق بهذه وجئني بأخرى ففعل بها كذلك ثم سقى أبا بكر ثم جاء بأخرى ففعل بها كذلك ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلّم فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا فكانت تسمية المبارك وكثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة فمر أبو بكر الصديق فرآه ابنها فعرفه فقال : يا أمه إن هذا الرجل الذي كان مع المبارك فقامت إليه فقالت : يا عبد الله من الرجل الذي كان معك قال : وما تدرين ما هو ؟ قالت : لا قال : هو النبي صلى الله عليه وسلّم قالت : فأدخلني عليه فأدخلها عليه فأطعمها وأعطاها وأهدت له شيئا من أقط ومتاع الأعراب فكساها وأعطاها وأسلمت .
( ق في الدلائل كر قال ابن كثير : سنده حسن )