46286 - عن البراء بن عازب قال : اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب : مر البراء فيحمله إلى منزلي فقال : لا حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت معه فقال أبو بكر : خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل أرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وفرشت له فروة وقلت : اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت هل أرى أحدا من الطلب فإذا أنا براعي غنم فقلت : لمن أنت يا غلام فقال : لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت فهل في غنمك من لبن ؟ قال : نعم قلت : هل أنت حالب لي ؟ قال : نعم فأمرته فاعتقل شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت - يعني الماء - على القدح حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوافيته وقد استيقظ فقلت : اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت : هل أتى الرحيل فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال : لا تحزن إن الله معنا حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال : لم تبكي ؟ قلت : أما والله ما على نفسي أبكي ولكني أبكي عليك فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال : اللهم أكفناه بما شئت فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلدة ووثب عنها فقال : يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : لا حاجة لي فيها ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأطلق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا فتلقاه الناس فخرجوا في الطرق وعلى الأجاجير فاشتد الخدم والصبيان في الطريق : الله أكبر جاء رسول الله جاء محمد ؟ وتنازع القوم أيهم ينزل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر .
( ش حم خ م ( أخرجه مسلم كتاب الزهد باب في حديث الهجرة رقم 2009 . ص ) وابن خزيمة هب ق في الدلائل )