44239 - { مسند زيد بن ثابت } عن عبد الله بن دينار البهراني قال : كتب زيد بن ثابت إلى أبي بن كعب : أما بعد فإن الله قد جعل اللسان ترجمانا للقلب وجعل القلب وعاء وراعيا ينقاد له اللسان لما أهداه له القلب فإذا كان القلب على طوق اللسان جاء الكلام وائتلف القول واعتدل ولم تكن للسان عترة ولا زلة ولا حلم لمن لم يكن قلبه من بين يدي لسانه . فإذا ترك الرجل كلامه بلسانه وخالفه على ذلك قلبه جدع بذلك أنفه وإذا وزن الرجل كلامه بفعله صدق ذلك مواقع حديثه يذكر هل وجدت بخيلا إلا هو يجود بالقول ويمن بالفعل وذلك لأن لسانه بين يدي قلبه يذكر هل تجد عند أحد شرفا أو مروءة إذا لم يحفظ ما قال ثم يتبعه ويقول ما قال وهو يعلم أنه حق عليه واجب حين يتكلم به لا يكون بصيرا بعيوب الناس فإن الذي يبصر عيوب الناس ويهون عليه عيبه كمن يتكلف ما لا يؤمر به - والسلام .
( كر )