36077 - عن جابر قال : لما طعن عمر دخلنا عليه وهو يقول : لا تعجلوا إلى هذا الرجل فإن أعش رأيت فيه رأيي وإن أمت فهو إليكم قالوا : يا أمير المؤمنين إنه والله قد قتل وقطع قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال : ويحكم من هو ؟ قالوا : أبو لؤلؤة قال : الله أكبر ثم نظر إلى ابنه عبد الله فقال : أي بني أي والد كنت لك ؟ قال : خير والد قال : فأقسم عليك لما احتملتني حتى تلصق خدي بالأرض حتى أموت كما يموت العبد فقال عبد الله : والله إن ذلك ليشتد علي يا أبتاه ثم قال : قم فلا تراجعني فقام فاحتمله حتى ألصق خده بالأرض ثم قال : يا عبد الله أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفتني فلا تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر ثمانين ألفا فتضعها في بيت مال المسلمين فقال له عبد الرحمن بن عوف وكان عند رأسه : يا أمير المؤمنين وما قدر هذه الثمانين ألفا فقد أضررت بعيالك - أو بآل عمر قال : إليك عني يا ابن عوف فنظر إلى عبد الله فقال : يا بني واثنين وثلاثين ألفا أنفقتها في اثنتي عشرة حجة حججتها في ولايتي ونوائب كانت تنوبني في الرسل تأتيني من قبل الأمصار فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين أبشر وأحسن الظن بالله فإنه ليس أحد منا من المهاجرين والأنصار إلا وقد قبض مثل الذي أخذت من الفيء الذي جعله الله لنا وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو عنك راض وقد كانت لك معه سوابق فقال : يا ابن عوف ود عمر أنه لو خرج منها كما دخل فيها إني أود أن ألقى الله فلا تطالبوني بقليل ولا كثير .
( العدني )