والتخييلية والتمثيلية والتمثيل أولى بالإعتبار وأيا ما كان فصيغة المضارع للدلالة على التجدد .
وسخر الشمس والقمر جعلهما منقادين لأمره D كل يجري لأجل مسمى بيان لكيفية تسخيرهما أي كل منهما يجري لمنتهى دورته أو منقطع حركته وقد مر تمام الكلام عليه وفيه دليل على أن الشمس متحركة وزعم بعض الكفرة أنها ساكنة وأنها مركز العالم وسمعت في هذه الأيام أنه ظهر في الأفرنج منذ سنتين تقريبا من يزعم أنها تتحرك على مركز آخر كما تتحرك الأرض عليها نفسها بزعمهم وزعم بعض المتقدمين ولهم في الهيئة كلام غير هذا وفيه الغث والسمسن إلا أن نفيهم السماوات الناطقة بها الشرائع بالكلية من العجب العجاب وأنظارهم السخيفة تفضي بهم إلى ما هو أعجب من ذلك عند ذوي العقول السليمة نسأل الله تعالى السلامة والتوفيق ولي عزم تأليف كتاب أبين فيه إن شاء الله تعالى ما هو الأقرب إلى الحق من الهيئتين القديمة والجديدة متحركا على محور الإنصاف ساكتا على سلوك مسالك الإعتساف والله تعالى الموفق لذلك .
ألا هو العزيز القادر على عقاب المصرين الغفار .
5 .
- لذنوب التائبين أو الغالب الذي يقدر أن يعالجهم بالعقوبة وهو سبحانه يحلم عليهم ويؤخرهم إلى أجل مسمى فيكون قد سمي الحلم عنهم وقد ترك تعجيل العقوبة بالمغفرة التي هي ترك العقاب على طريق الإستعارة للمناسبة بينهما في الترك .
وجوز كون ذلك من باب المجاز المرسل والأول أبلغ وأحسن وهذان الوجهان في العزيز الغفار قد ذكرهما الزمخشري وظن بعضهم أن الداعي للأول رعاية مذهب الإعتزال حيث خص فيه المغفرة بذنوب التائبين فتركه وقال : العزيز القادر على كل ممكن الغالب على كل شيء الغفار حيث لم يعالج بالعقوبة وسلب ما في هذه الصنائع من الرحمة وعموم المنفعة وما علينا أن نفسر كما فسر ونقول بأن مغفرته تعالى لا تخص التائبين بل قد يغفر جل شأنه لغيرهم إلا أن التقييد ليلائم ما تقدم أتم ملاءمة ففي الكشف أن الوجه الأول من ذينك الوجهين المذكورين يناسب قوله تعالى : خلق السماوات والأرض بالحق من وجهين أحدهما ما فيه من الدلالة على كمال القدرة وكمال الرحمة المقتضى لعقاب المصر وغفران ذنوب التائب وثانيهما أن قوله تعالى : خلق السماوات الخ مسوق لأمرين إثبات الوحدة والقهر المذكورين فيما قبل نفيا للولد بل حسما للشرك من أصله والتسلق إلى ما مهد أولا من العبادة والإخلاص لئلا يزول عن الخاطر فقيل بالحق كما قيل هنالك إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق وأدمج فيه أن إنزال الكتاب كما يدل على استحقاقه تعالى للعبادة فكذلك خلق السماوات والأرض بالحق والحكمة التي منها الجزاء على ما سلف فالتذييل بإلا هو العزيز الغفار للترغيب في طلب المغفرة بالعبادة والإخلاص والتحذير على خلاف ذلك سواء خالف أصل الدين كالكفر أو خالف الإخلاص فيه كسائر المعاصي في غاية الملاءمة وإنما أفرد مخالفىة الدين بالذكر صريحا في قوله تعالى : والذين اتخذوا الخ تحذيرا من حالهم لأنها هاتكة لعصمة النجاة فكانت أحق بالتحذير ورمز إلى هذا الثاني بالتذييل المذكور تكميلا للمعنى المراد ومدار هذه السورة الكريمة على الأمر بالعبادة والإخلاص والتحذير من الكفر والمعاصي والوجه الثاني من ذينك الوجهين يناسب حديث الشرك والتذييل به لتوكيد تفظيع ما نسبوا إليه ولما ذكر تنزيل الكتاب وعقب بالأوصاف المقتضية للعبادة والإخلاص ذيله بقوله سبحانه :