سورة طه .
أيضا سورة الكليم كما ذكر السخاوى في جمال القراء وهى كما أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير رضى الله تعالى عنهم مكية واستثنى بعضهم منها قوله تعالى : واصبر على ما يقولون الآية .
وقال الجلال السيوطي : ينبغى أن يستثنى اية اخرى فقد أخرج البزار وأبو يعلى عن أبى رافع قال : اضاف النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ضيفا فارسلنى إلى رجل من اليهود أن اسلفنى دقيقا إلى هلال رجب فقال : لا إلا برهن فاتيت النبى E فاخبرته فقال : أما والله انى لأمين في السماء أمين في الأرض فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم الآية انتهى .
ولعل ما روى عن الحبرين على القول باستثناء ما ذكر باعتبار الأكثر منها واياتها كما قال الدانى مائة واربعون اية شامى وجمس وثلاثون كوفى واربع حجازى وايتان بصرى ووجه النرنيب على ما ذكره الجلال أنه سبحانه لما ذكر في سورة مريم قصص عدة من الأنبياء عليهم السلام وبعضها مبسوط كقصة زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وبعضها بين البسط والايجاز كقصة ابراهيم عليه السلام وبعضها موجز مجمل كقصة موسى عليه السلام وإشارة إلى بقية النبيين عليهم السلام اجمالا ذكر جل وعلا في هذه السورة شرح قصة موسى عليه السلام التي اجملها تعالى هناك فاستوعبها سبحانه غاية الأستيعاب وبسطها تبارك وتعالى أبلغ بسط ثم اشار عز شأنه إلى تفصيل قصة آدم عليه السلام الذي وقع في مريم مجرد ذكر اسمه ثم اورد جل جلاله في سورة الأنبياء بقية قصص من لم يذكر قصته في مريم كنوح ولوط وداود وسليمان وايوب واليسع وذى الكفل وذى النون عليهم السلام واشير فيها إلى قصة من ذكرت قصته إشارة وجيزة كموسى وهرون وإسمعيل وذكرت تلو مريم أن لتكون السورتان كالمتقابلتين وبسطت فيها قصة ابراهيم عليه السلام البسط التام فيما يتعلق به مع قومه ولم يذكر حاله مع ابيه إلا اشاره كما أنه في سورة مريم ذكر حاله مع قومه اشاره ومع ابيه مبسوطا وينضم إلى ما ذكر اشتراك هذه السورة وسورة مريم في الأفتتاح بالحروف المقطعه وقد روى عن أبى عباس وجابر بن زيد رضى الله تعالى عنه أن طه نزلت بعد سورة مريم ووجه رابط أول هذه بآخر تلك أنه سبحانه ذكر هناك تيسير القرآن بلسان الرسول E معللا بتبشير المتقين وانذار المعاندين وذكر تعالى هنا ما فيه نوع من تاكيد ذلك وجاءت آثار تدل على مزيد فضلها .
أخرج الدارمى وابن خزيمه في التوحيد والطبرانى في الاوسط والبيهقي في الشعب وغيرهم عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ان الله تبارك وتعالى قرأ طه و يس قبل أن يخلق السموات والأرض بالفى عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لامة ينزل عليها هذا وطوبى لاجواف تحمل هذا وطوبى لالسنة تتكلم بهذا وأخرج الديلمي عن انس مرفوعا نحوه وأخرج ابن مردويه عن أبى امامة عن النبى صلى الله عليه وسلّم قال : كل قران يوضع عن أهل الجنة فلا يقرؤن منه شيئا إلا سورة طهويس فانهم يقرؤن بهما في الجنة إلى غير ذلك من الآثار .
بسم الله الرحمن الرحيم طه .
1 .
- فخمها على الأصل ابن كثير وابن عامر وحفص ويعقوب وهو احدى