موسى عليه السلام فاحتار له اخاه هرون مستودعا لها فهرون عليه السلام مستودع سر موسى عليه السلام واذكر في الكتاب اسماعيل أنه كان صادق الوعد بالصبر على بذل نفسه أو بما وعد به استعداده من كمال التقوى لربه جل وعلا والتحلى بما يرضيه سبحانه من الأخلاق واذكر في الكتاب ادريس أنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا وهو نوع من القرب من الله تعالى به عليه عليه السلام وقيل : السماء الرابعة والتفضل عليه بذلك لما فيه من كشف بعض اسرار الملكوت اولءك الذين انعم الله تعالى عليهم بما لا يحيط نطاق الحصر به من النعم الجليلة إذا تتلى عليهم ايات الرحمن حروا سجدا مما كشف لهم من اياته تعالى وقد ذكر أن القرآن اعظم مجلى لله D وبكيا من مزيد فرحهم بما وجدوه أو من خوف عدم استمرار ما حصل لهم من التجلى : ونبكى أن ناوا شوقا اليهم ونبكى أن دنوا خوف الفراق ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قيل : الرزق ههنا مشاهدة الحق يبحانه ورؤيته D وهذا لعموم أهل الجنة وأماالمحبوبون والمشتاقون فلا تنقطع عنهم مشاهدة لمحة ولو حجبوا لما توا من الم الحجاب رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا مثلا يلتفت اليه ويطلب منه شئ وقال الحسين بن الفضل : هل يستحق أحد أن يسمى باسم من اسمائه تعالى على الحقيقة وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا وذلك لتظهر عظمة قهره جل جلاله وآثار سطوته لجميع خلقه D ثم ننجى الذين اتقوا جزاء تقواهم ونذر الضالمين فيها جثيا جزاء ظلمهم وهذه الآية كم اجرت من عيون العيون العيون .
فعن عبد الله بن رواحة رضى الله تعالى عنه أنه كان يبكى ويقول : قد علمت انى وارد النار ولا ادرى كيف الصدور بعد الورود وعن الحسن كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه : هل اتاك انك وارد فيقول : نعم فيقول : هل اتاك انك خارج فيقول لا فيقول : ففيم الضحك اذن قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا لما افتخروا بحظوظ الدنيا التي لا يفخر بها إلا ذوو الهمم الدنية رد الله تعالى عليهم بأن ذلك استدراج ليس باكرام والأشارة فيه أن كل ما يشغل عن الله تعالى والتوجه اليه D فهو شر لصاحبه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ركبانا على نجائب النور وقال ابن عطاء : بلغنى عن الصادق رضى الله تعالى عنه أنه قال : ركبانا على متون المعرفة ان كل من في السموات والأرض إلا اتى الرحمن عبدا فقيرا ذليلا منقادا مسلوب الأنانية بالكلية ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا في القلوب المفطورة على حب الله تعالى وذلك أثر محبنه سبحانه لهم وفي الحديث لا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الخ ولا يشكل على هذا انا نرى كثيرا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ممقوتين لأن الذين يمقتونهم قد فطرت قلوبهم على الشر وان لم يشعروا بذلك ومن هنا يعلم أن بعض الصالحين علامة خبث الباطن ربنا اغفر لنا ولا خواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وقيل : معنى سيجعل لهم الرحمن ودا سيجعل لهم لذة وحلاوة في الطاعة والأخبار تؤيد ما تقدم والله تعالى أعلم وله الحمد على اتمام تفسير سورة مريم ونسأله جل شأنه التوفيق لاتمام تفسير سائر سور كتابه المعظم بحرمة نبيه A