وقرأ حنظلة تسمع مضارع اسمعت مبنيا للمفعول والله تعالى أعلم .
ومن باب الأشارة في الآيات واذكر في الكتاب ابراهيم أنه كان صديقا نبيا أمر للحبيب أن يذكر الخليل وما من الله تعالى به عليه من احكام الخلة ليستشير المستعدين إلى التحلى بما امكن لهم منها والصديق على ما قال ابن عطاء القائم مع ربه سبحانه على حد الصدق في جميع الأوقات لا يعارضه في صدقه معارض بحال وقال أبو سعيد الخراز : الصديق الاخذ باتم الحظوظ من كل مقام سنى حتى يقرب من درجات الأنبياء عليهم السلام وقال بعضهم : من تواترت انوار المشاهدة واليقين عليه واحاطت به انوار العصممة .
وقال القاضى : هو الذي صعدت نفسه تاره بمراقى النظر في الحجج والآيات واخرى بمعارج التصفية والرياضة إلى اوج العرفان حتى اطلع على الأشياء واخبر عنها على ما هي عليه ومقام الصديقية قبل : تحت مقام النبوة ليس بينهما مقام .
وعن الشيخ الأكبر قدس سره إثبات مقام بينهما وذكر أنه حصل لابى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه والمشهور بهذا الوصف بين الصحابة رضى الله تعالى عنهم أبو بكر ارضى الله تعالى عنه وليس ذلك مختصا به فقد أخرج أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر وابن مردويه من حديث عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن ابيه أبى ليلى الأنصارى عن النبى صلى الله عليه وسلّم قال : الصدقون الثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال : يا قوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : اتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وعلى بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وكرم وجهه وهو افضلهم إذ قال لابيه يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا الخ فيه من لطف الدعوة إلى اتباع الحق والارشاد اليه مالا يخفى وهذا مطلوب في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا سيما إذا كان ذلك مع الأقراب ونحوهم قال سلام عليك هذا سلام الاعراض عن الاغيار وتلطف الأبرار مع الجهال قال أبو بكر بن طاهر : أنه لما بدا من ازر في خطابه عليه السلام ما لا يبدو إلا من جاهل جعل جوابه السلام لأن الله تعالى قال : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما واعتزلكم وما تدعون من دون الله أي اهاجر عنكم بدينى ويفهم منه استحباب هجر الأشرار .
وعن أبى تراب النخشبى صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالاخيار وقد تضافرت الادلة السمعية والتجربة على أن مصاحبتهم تورث القسوة وتثبط عن الخير وادعوا ربى عسى أن لا اكون بدعاء ربى شقيا فيه من الدلالة على مزيد ادبه عليه السلام مع ربه D ما فيه ومقام الخلة يقتضى ذلك فان من لا ادب له لا يصلح أن يتخذ خليلا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب كان ذلك كان عوضا عمن اعتزل من ابيه وقومه لئلا يضيق صدره كما قيل : ولما اعتزل نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم الكون اجمع ما زاغ البصر وما طغى عوض E بأن قال له سبحانه : ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم .
واذكر ايها الحبيب في الكتاب موسى الكليم انه كان مخلصا لله تعالى في سائر شؤنه قال الترمذى : المخلص على الحقيقة من يكون مثل موسى عليه السلام ذهب إلى الخضر على السلام ليتادب به فلم يسامحه في شئ ظهر له منه وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا قالوا النداء بداية والنجوى نهاية النداء مقام الشوق والنجوى مقام كشف السر ووهبنا له من رحمتنا اخاه هرون نبيا قيل : علم الله تعالى ثقل الأسرار على