حشرا كأن لم يلبثوا قبله ورد بأن مثل هذا الرابط لا يجوز حذفه والأول بأن المراد بالظرف المضاف وهو الموصوف يوم القيامة وهو يوممعين وتقدير الكلام يوم حشره أو يوم حشرنا فيكون الموصوف معرفةوالجمل نكرات ولا تنعت المعرفة بالنكرة وأجيب بأن المنع من جوازحذف مثل ذلك الرابط في حيز المنع وبأن الجمل التي تضاف إليها أسماء الزمان قد يقدر حلها إلى معرفة فيكون ما أضيف إليها معرفة وقد يقدرحلها إلى نكرة فيكون ذلك نكرة ولعل أبا علي يتكلف لإعتبار حلهاإلى نكرة ويكون الموصوف هنا نكرة عنده فيرتفع محذور نعت المعرفة بالنكرة وأنت تعلم أن الجواب إنما يدفع البطلان لا غير فالحق ترجيح الحالية وقوله سبحانه : يتعارفون بينهم أي يعرف بعضهم بعضا كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا يحتمل أن يكون إستئنافا وأن يكون بيانا للجملة التشبيهية وإستدلالا عليها كما قيل وذلك أنه لو طال العهد لم يبق التعارف لأن طول العهد منس مفض إلى التناكر لكن التعارف باق فطول العهد منتف وهو معنى لم يلبثوا إلا ساعة وفيه دغدغة .
وزعم أبو البقاء كونه حالا مقدرة ولا داعي لإعتبار كونها مقدرةلأن الظاهر عدم تأخر التعارف عن الحشر بزمان طويل ليحتاج إليه وقدصرحوا بأن التعارف بينهم يكون أول خروجهم من القبور ثم ينقطع لشدةالأهوال المذهلة وإعتراء الأحوال المعضلة المغيرة للصور والأشكال المبدلة لها من حال إلى حال وعندي أن لا قطع بالإنقطاع فالمواقف مختلفة والأحوال متفاوتة فقد يتعارفون بعد التناكر في موقف دون موقفوحال دون حال وفي بعض الآثار ما يؤيد ذلك وزعم بعضهم المنافاة بين ما تدل عليه هذه الآية وما يدل عليه قوله سبحانه : لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وقوله تعالى : ولا يسأل حميم حميما من عدم التعارف لولا إعتبار الزمانين .
وقيل لا منافاة بناء على أن المثبت تعارف تقريع وتوبيخ والمنفي تعرف تواصل وشفقة ولمانع أن يمنع دلالة ما ذكر من الآيات على نفي التعارف وقصارى ما يدل عليه نفي نفع الأنساب وسؤال بعضهم بعضاوالتعارف الذي تدل عليه هذه الآية لا ينافي ذلك فقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن أنه قال فيها : يعرف الرجل صاحبه إلى جنبه فلا يستطيع أن يكلمه ثم أن حمل التعارف على معرفة بعضهم بعضا هوالمعروف عند المفسرين وقيل : المراد به التعريف أي يعرف بعضهم بعضا ما كانوا من الخطأ والكفر وفيه ما فيه .
وجوز بعضهم أن يكون الظرف السابق متعلقا بيتعارفون قيل فيعطف على ما سبق ولا يظهر له وجه وقوله تعالى قد خسر الذين كذبوا بلقاءالله جملة مستأنفة سيقت للشهادة منه تعالى على خسرانهم والتعجيبمنه وهي خبرية لفظا إنشائية معنى وقيل : مقول لقول مقدر وقع حالامن ضمير يتعارفون أو من ضمير يحشرهم إن كانت جملة يتعارفون حالا أيضا لئلا يفصل بين الحال وذيها أجنبي والإستئناف أظهر والتعبير عنهم بالموصول مع أن المقام مقام إضمار لذمهم بما في حيز الصلةوللإشعار بعليته لما أصابهم والظاهر أن المراد بلقاء الله تعالى مطلق الحساب والجزاء وبالخسران الوضيعة أي قد وضعوا في تجارتهم ومعاملتهم وإشترائهم الكفر بالإيمان وجوز أن يراد بالأول سوء اللقاءوبالثاني الهلاك والضلال أي قد ضلوا وهكلوا بتكذيبهم بذلك وما كانوا مهتدين 45 أي لطرق التجارة عارفين بأحوالها وما كانوامهتدين إلى طريق النجاة والجملة عطف على جملة قد خسر إلخ وجوز أن تكون معطوفة على صلة الموصول على أنها كالتأكيد لها وإما نرينك