الشيخ فتح الله شيخ الشريعة الأصفهاني

الشيخ فتح الله شيخ الشريعة الأصفهاني

 

الشيخ فتح الله شيخ الشريعة الأصفهاني
1266 هـ ـ 1339 هـ
 

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو الشيخ فتح الله بن محمد جواد المشتهر بشيخ الشريعة الشيرازي الأصفهاني النجفي النمازي. كان عالما فاضلا واسع الاطلاع كثير الحفظ حسن المحاضرة وله اليد الطولى في الرجال والحديث والتاريخ وكان من المدرسين وأهل المنابر، حضر في بلاده على علماء عصره وفي النجف على الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا حبيب الله الرشتي وتخرج عليه كثير من الأفاضل، يروي بالإجازة عن جماعة منهم السيد مهدي القزويني وشيخه الكاظمي، وهو ممن جاهد بسنانه ولسانه. وله مؤلفات لم تطبع. ولد في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 1266 هـ وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الثاني سنة 1339 هـ ودفن في الحجرة الثالثة من الجهة الشرقية قريبا من الجهة القبلية في الصحن الشريف ورثته الشعراء بمراثي كثيرة وكان يوم وفاته يوما مشهودا(1).
له في مجال التقريب.. تحت عنوان بيان للمسلمين:
«اطلع القراء على ما نشرناه من قبل بعض العظماء من استعظام مهمة التقريب، وتوهم استحالتها وقد جاد فكر الإمام العلامة شيخ الشريعة وكبير مجتهدي الشيعة بهذا البيان الناصع الذي يفيض إخلاصا وإيمانا، كما يفيض المعية وعلما. ونحن إذ ننشره دفاعا عن فكرة الحق، وجمعا للمسلمين على كلمة الإيمان، نسال الله تعالى أن يطيل حياة الشيخ ويبارك فيها للإسلام. قال:

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني العدد الأول من السنة الثانية من مجلة رسالة الإسلام الزاهرة التي تصدرها جماعة دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في القاهرة، ونظرت حسبما سمح لي الوقت والفراغ في اكثر ما نشره الأعلام فيه من المقالات فما وقع بصري منه إلاّ على النافع الشهي مما لذ وطاب، من أقلام أولئك الكتاب، بيد إني شعرت من بعض ما نشر في آخر هذا العدد، وبعض الأعداد السابقة أن جماعة من ذوي الفضل لم يصلوا إلى ما يهدف له أعضاء هذه الجماعة إلاّ ما قل وحيث ضلوا عن قصد السبيل، وجدوا أنّ حصول غرض الجمعية من المستحيل نعم انه لمن المستحيل إن لم يكن عقلا فعادة.
______________________________
1ـ ماضي النجف وحاضرها 1: 161.

إذا كان الغرض هو إزالة الخلاف بين المذاهب الإسلاميّة وجعلها مذهبا واحد سنيا فقط أو شيعياً أو وهابيا كيف واختلاف الرأي والخلاف في الجملة طبيعة ارتكازية في البشر، ولعل إليه الإشارة بقوله: ﴿ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾ أي للرحمة أو للاختلاف على الخلاف ولكن ينبغي أن يكون من المقطوع به أن ليس المراد من التقريب بين المذاهب الإسلاميّة إزالة اصل الخلاف بينها، بل أقصى المراد وجل الغرض هو إزالة أن يكون هو الخلاف سببا للعداء والبغضاء، الغرض تبديل التباعد والتضارب، بالإخاء والتقارب فان المسلمين جميعا مهما اختلفوا في أشياء من الأصول والفروع فانهم قد اتفقوا على مضمون الأحاديث المقطوع عندهم بصحتها من أن من شهد الشهادتين واتخذ الإسلام دينا له، فقد حرم دمه وماله وعرضه، والمسلم أخو المسلم وان من صلى إلى قبلتنا، واكل من ذبيحتنا، ولم يتدين بغير ديننا فهو منا، له مالنا وعليه ما علينا (1).
_________________________
1 ـ رسالة الإسلام 2: 268.