الإمام الخامنئي لدى لقائه مسؤولي النظام والسفراء وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية
سيكون النصر حليف الشعبين الفلسطيني واليمني وستُهزم أمريكا وأتباعها
استهلّ الإمام الخامنئي اللقاء بتبريك ذكرى ولادة خاتم الأنبياء والإمام الصادق ثمّ أشار سماحته إلى ولادة الرسول الأكرم في مرحلة الجاهليّة قائلاً: في تلك الحقبة التي كان العالم غارقاً في ظلمات الجهل وإغواء الجاهلية، بعث الله إلى البشرية نور النبي، ولو اقتفينا اليوم أيضاً هذا النور ستكون نتيجتنا الفوز والفلاح. متى ما بلغت البشرية ذلك المستوى من النضج الفكري بحيث تلبّي دعوة النبي الأكرم (ص)، ستنقشع عنها حينها ظلمة المشاكل والمآزق.
وشبّه قائد الثورة الإسلامية المرحلة الراهنة أيضاً بمرحلة الجاهليّة وتابع سماحته قائلاً: العالم مظلمٌ اليوم أيضاً نتيجة لظلم القوى كما تلك المرحلة. البشريّة اليوم في مأزق ولا ينحصر هذا الأمر بالعالم الإسلامي؛ فتلك البلدان المتقدّمة في الظاهر غارقة بشدّة في المآزق والإسلام قادر على تلبية كافّة الاحتياجات.
ولفت الإمام الخامنئي إلى حركة مقاومة الظلم في أرجاء العالم واتكال هذه الحركة على الله والإسلام وأردف سماحته قائلاً: إن روح الصحوة الإسلامية اليوم قد عمّت في كثير من بلدان وشعوب منطقتنا، وحساسية القوى المهيمنة في العالم وعلى رأسهم أمريكا تجاه هذه المنطقة يعود إلى الإقبال والميل والنزوع الباهر نحو الإسلام والصحوة الإسلامية فيها، ذلك إنهم يخافون من صحوة الشعوب المسلمة.
وأضاف قائد الثورة الإسلاميّة: أينما استطاع الإسلام أن يستحوذ على قلوب وأرواح الناس تلقّى الاستكبار صفعة ونحن نعتقد اعتقاداً راسخاً أنّهم سيتلقّون صفعة أخرى من الصحوة الإسلامية في هذه المنطقة.
ووجّه الإمام الخامنئي خطابه للشعوب المسلمة قائلاً: عزّزوا حركة الصحوة الإسلامية ما استطعتم، فإن سبيل النجاة في هذه المنطقة هو تعزيز الصحوة الإسلامية.
ثمّ توجّه الإمام الخامنئي إلى حكام البلدان الإسلامية بالنصيحة قائلاً: نصيحتنا إلى حكام البلدان الإسلامية هي العودة إلى ولاية الإسلام، فإن ولاية أمريكا والطاغوت لن تجدي لهم نفعاً. بعض بلدان المنطقة اليوم يتّبعون أمريكا بدل اتباع ولاية "الله". وأمريكا تستحقرهم وتستهين بهم عملاً بسجيّتها الاستكبارية.
ثمّ استذكر قائد الثورة الإسلامية تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حول الحكام السعوديين قائلاً: سمعتم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الثرثار كيف يشبّه الحكام السعوديين بالبقرة الحلوب. هم يدافعون عن أمريكا بدل الإسلام وأمريكا تستحقرهم في المقابل. فليذهبوا للجحيم إن كانوا لا يمانعون تلقّي الإهانات! لكن هذه إهانة لشعب ذلك البلد وللشعوب المسلمة.
واستنكر الإمام الخامنئي وقوف الحكام المسلمين إلى جانب أمريكا ودعمهم لجرائمها في فلسطين واليمن قائلاً: لماذا يتماشى الحكام المسلمون مع أمريكا في خطوتيها الإجراميتين اللتين أثخنتا المنطقة بالجراح والمتمثلتين بممارسة الظلم بحق الشعبين الفلسطيني واليمني؟ فليطمئنوا بأن النصر في كلتا القضيتين سيكون حليف الشعبين الفلسطيني واليمني وستُمنى أمريكا وأتباعها بالهزيمة.
وتحدّث قائد الثورة الإسلامية حول أمريكا والكيان الصهيوني قائلاً: أمريكا اليوم أضعف في هذه المنطقة مما كانت عليه قبل عشرة أعوام، والكيان الصهيوني أضعف مما كان عليه قبل بضعة أعوام بكل جلاء ووضوح.
واستشهد سماحته على ذلك قائلاً: لقد حارب الكيان الصهيوني حزب الله منذ بضعة أعوام على مدى ٣٣ يوماً وهُزم. ثم بعد عامين حارب المقاومة الفلسطينية على مدى ٢٢ يوماً، وبعد مدّة شعب غزّة المظلوم على مدى ٨ أيام وخلال الأيام الأخيرة حارب يومين وتلقّى الهزيمة. هذا يدلّ على ضعف الكيان الصهيوني المتزايد.
وأكّد الإمام الخامنئي: تلك الشعوب التي تصمد وتتكل على الله، سيساعدها الله؛ هذه سُنّة إلهيّة. يتحمّل الشعب اليمني أشدّ المآسي من الحكومة السعودية المدعومة من أمريكا، لكن لا ريب في أن الشعب اليمني وأنصار الله سيحقّقون النّصر.
وفي هذا المضمار تابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: السبيل الوحيد هو المقاومة وإنّ صمود الشعوب المسلمة قد أربك أمريكا وحلفائها اليوم وسيُثمر هذا الصمود.
وتحدّث الإمام الخامنئي حول تجربة الشعب الإيراني قائلاً: أربعون عاماً والشعب الإيراني يقاوم.. لقد كنّا في اليوم الأول نبتة صغيرة تتعرّض للمضرّات، ولكننا ببركة اسم النبي وهداية الإمام الخميني العظيم صمدنا، علما بأننا شهدنا في هذا الطريق الصعوبات وقدّمنا الشهداء، بيد أن الشعب الإيراني اليوم قد تبدل إلى دوحة باسقة.