قدّم خطيب الجمعة للمواطنين الشيعة في البحرين "الشيخ محمد صنقور"، تعازيه ومواساته لأهل مخيّم جباليا وعموم أهل على المجزرة المروِّعة التي أحدثها العدو الصهيونيّ ضمن سلسلةِ مجازرَ لا تكادُ تُحصى، ورأى أنّ القُوى الكبرى تدعم الكيان الصهيونيّ لاستنقاذه من براثنِ الموت في حق الشعب الفلسطيني المظلوم.

جاء ذلك في خطبة الشيخ الصنقور خلال صلاة الجمعة المركزيّة التي اقيمت في "جامع الإمام الصّادق (ع)" ببلدة الدّراز (غربي العاصمة البحرينية المنامة)؛ مؤكدا بان "العدوّ الصهيونيّ يعبّر بمجازره مجددًا عن فشلِه الذريع عن تحقيق نصرٍ موهوم يتعلَّلُ به أمامَ عسكره الذي فقَد مقوماتِ الثبات جراءَ الهزائمِ المتلاحقة التي مُني بها".

واضاف : ان مثل هذه المجازرِ لن تصنعَ له نصرًا ولن تُوهِنَ من عزم رجال المقاومة البواسل، ولن تدفعَ بأهل غزّة إلى التخلِّي عن احتضان المقاومةِ ورجالها، فهو الخيارُ الوحيد لدحرِ العدوِّ من أرضِهم. 

ودعا الشيخ صنقور، "الدول الداعمة للكيان" إلى أنْ "تُؤمِّن لأبناءئه العودةَ للشتات الذي كُتب عليه بسوءِ اختياره"؛ مبينا "فأرضُ فلسطينَ لا تحتضنُ قتَلةَ الأنبياء، وأبناءُ فلسطين لا يسعُهم التعايشَ مع شذَّاذ الآفاق الذين إنْ تمكَّنوا طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وأوغلوا في سفك الدم الحرام كما يشهدُ لذلك حاضرُهم وتأريخُهمُ القاتمُ والملوَّثُ بأقبح المُوبقات وأبشعِ الجرائم وأقذرِها على الإطلاق". 

‎وقال خطيب الجمعة في بلدة الدراز البحرينية : لو أنّ «إسرائيل» تُبصرُ طريقَها ولم يستحكمْ وهْمُ العظمةِ برؤوس قادتِها لأذعنتْ للهزيمة وابتلعتْها على مَضض، وأدركتْ أنَّ الحربَ سِجال لكنَّ وهْمَ العظمةِ قد تمكَّن منها فراحتْ تتخبَّطُ في غيِّها تحسبُ أنَّها بذلك تستعيدُ الهيبةَ التي قد تلاشت بفعل الهزيمة التي لحقتها، فهي تخوضُ حربًا لم تُخطِّط لها ولم تنتخبْ وقتها، وليس في وسْعِها التحكمُ في دائرتها وعند أيِّ مدىً ستنتهي، وما هي التبعاتُ والعواقبُ التي ستنشأُ عنها، وهي تخوضُ حربًا وسط حاضنةٍ مرعوبة منقسمة وبجيش خائرٍ واهنٍ لم يتعافَ من آثار الهزيمة المذلَّة والتي أحدثتْ في عزائمِه صدعًا عميقًا يستعصي في المدى المنظورِ على الرتقِ والالتئام، فلو أنَّها تملكُ نصيبًا من الرُشد لكانت أحرصَ الناسِ على عدم خوض هذه الحرب لكنُّه الاستدراجُ الذي يُعمي ويُصِم ويدفعُ بمَن استحقَّه إلى حتفه دون أن يشعر. 

وقال الشيخ صنقور : ان «إسرائيل» بهذه الحربِ التي تتوهمُ أنَّها تثأرُ بها لكبريائها المزعوم تسيرُ بأقدامِها إلى حتفِها المحتوم، وكلَّما تمادتْ في عدوانها جدَّت في السير إلى فنائها، فتغولُها وبطشُها وإمعانُها في سفك الدماء البريئة لن يستنقذَها من المصير البائسِ الذي ينتظرُها.

واردف : إنّ دعم القُوى الكبرى غيرِ المسبوق لهذا الكيان المهترئ إنَّما نشأ عن إدراكها أنَّه يخوضُ حربَ وجود، فهي تسعى بدعمِها لاستنقاذه من براثنِ الموت الذي صار يحومُ حول جسدِه المعطوب، وعبثاً تحاولُ الإنعاشَ لجسدٍ فقَدَ القابليَّةَ للحياة وإنَّما هو الوقتُ الذي يستبطئُه الجازعُ ويستقربُه ذوو البصائر.