بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي
بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
بمناسبة يوم القدس العالمي
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
في يوم القدس العالمي جدير بنا أن نستذكر، من منطلق أهداف المجمع في التقريب بين المسلمين وفي الدعوة إلى وحدة الأمة الإسلامية، الأهداف التي من أجلها أعلن الإمام الراحل الخميني (رضوان الله تعالى عليه) يوم القدس العالمي في آخر جمعه من شهر رمضان المبارك.
لقد جاء في بيان الاعلان:
«أطلب من جميع أبناء الأمة الإسلامية أن يتلاحموا من أجل قطع يد هذا الغاصب (العدوّ الصهيوني) وكل أعوانه ومسانديه».
وجاء أيضاً «أدعو جميع المسلمين في العالم... أن يعلنوا خلاله عبر المراسيم الخاصة عن تلاحم الأمة الإسلامية في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني».
ثم في ندائه قدس سره بمناسبة يوم القدس عام 1399هـ فصّل في ذلك حين قال:
«في يوم القدس يجب أن تعلن فيه الشعوب المستضعفة عن وجودها أمام المستكبرين... إنه يوم إنقاذ المستضعفين من مخالب المستكبرين... إنه يوم الولادة الإسلامية الجديدة.. إنه يوم الإسلام، ويوم الرسول الأكرم، ويوم تعبئة الطاقات ليخرج المسلمون من العزلة المفروضة عليهم.. إنه يوم الفصل بين الحق والباطل، ويوم انفضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل».
بهذه النظرة الواسعة العميقة انطلق الإمام الراحل في إعلانه يوم القدس العالمي: يوم تضامن.. يوم إعلان إرادة.. يوم تحرر.. يوم الفصل بين جبهة الحق المساندة لقضايا الأمة وبين جبهة الباطل الموالية للعدو الصهيوني.
إن محاولات أعداء الأمة اليوم تتجه بشكل واضح في اتجاه مضاد لهذه الأهداف.. تحاول تمزيق الأمة طائفيًا وعنصريًا وإقليميًا، تحاول تثبيط العزائم، تحاول الوقوف بوجه تيار المقاومة وبوجه الشعوب الصامدة المساندة للحق الفلسطيني ولكل حقوق أمتنا في استرداد عزتها وكرامتها ومكانتها اللائقة، عن طريق تشجيع ومساندة تيار الهزيمة والتخاذل والخيانة.
إننا في هذا اليوم المقدس نضم صوتنا إلى جانب صوت الشعب الفلسطيني والشعوب المساندة للحق الفلسطيني ونقول: إن الصراع بين الحق والباطل سيبقى قائمًا رغم تآمر المتآمرين وخذلان المتخاذلين حتى يتحقق قوله سبحانه:
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ). وإن ما يجري في الساحة الفلسطينية بشأن القدس عامة والاقصى خاصة هو مظهر لمواجهة كبرى بين الحق والباطل.. بين الاستضعاف والاستكبار.. بين إرادة الشعوب وإرادة من يحاول إذلالها وانتهاك كرامتها.. لذلك لابد أن يكون يوم القدس يوم إعلان تضامن شعبي ورسمي لابناء أمتنا ولجميع شعوب العالم في الوقوف بوجه ما تشهده الساحة العالمية من ظلم وغطرسة وتلاعب بالمقدرات.
نؤكد على ما يؤكد عليه الإمام السيد علي الخامنئي من أن الساحة العالمية تشهد اليوم حوادث هامة قد تؤدي إلى تغيير موازنات القوى العالمية وإلى ضعف الهيمنة الأمريكية، ولذلك لابد للعالم الإسلامي أن يكون مستعدًا لمواجهة هذه الحوادث بوعي وبمبادرة جادة، ولابد للحكومات المهزومة المطبعة أن تعيد النظر في مواقفها، وان لا نعقد الآمال على الصهاينة والأمريكيين، فالتجارب الأخيرة أثبتت أن هذه الآمال واهية كبيت العنكبوت: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
نؤكد أيضًا على ما أكدناه سابقًا أن قضية فلسطين وسائر قضايانا الإسلامية لابد أن نتوجه في حلها إلى مشروع كبير يتضمن تكامل البلدان الإسلامية سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا ويتجه نحو إقامة الحضارة الإسلامية الحديثة.
هذا الأمل الكبير يتحقق بإذن الله حين نستجيب لنداء رب العالمين في قوله: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
وليكن يوم القدس منطلقًا لهذه الاستجابة ولتحقيق الآمال في حياة حرّة كريمة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
25رمضان المبارك 1343هـ