عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان :

الإبادة الجماعية للفلسطينيين متجذرّة منذ وجد الكيان الصهيوني

الإبادة الجماعية للفلسطينيين متجذرّة منذ وجد الكيان الصهيوني

أكد نائب رئيس تجمع العلماء المسلمين، المنسق العام لجبهة "العمل الإسلامي" في لبنان "الشيخ زهير الجعيد" خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح مؤتمر "الحوار الاسلامي ـ المسيحي" في سيبيريا، أن ما تشاهدونه اليوم من مجازر وإبادة في غزة ليس جديداً في فلسطين، لكن منذ أن وجد هذا الكيان الصهيوني ومنذ احتلاله للأراضي الفلسطينية كانت مجازره مستمرة حتى اليوم.


واضاف "الشيخ الجعيد" امام هذا المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون  عن رجال دين مسلمين وأرثوذكس وعلماء وخبراء وعن سلطات تنفيذية وتشريعية ومنظمات عامة ومؤسسات المجتمع المدني من دول مختلفة : يأتي المؤتمر اليوم في ظل تحديات عالمية مشتركة ومؤامرات استكبارية للدول الغربية وعلى رأسها أميركا التي تسعى لحياكة الألاعيب وإيقاع الفتن بين شعوب العالم وخصوصاً الفتن الدينية بين المسلمين والمسيحيين وبين المسيحيين أنفسهم أرثوذكس وكاثوليك وبقية المذاهب المسيحية وبين المسلمين من السنة والشيعة، وكل هذا من أجل الهيمنة والسيطرة على مقدرات البلدان والشعوب.

وتابع : أتيتكم من لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه ولكنه الكبير بقيمه وتعدديته الدينية والمذهبية، وكذلك بعنفوانه وإنسانيته التي تتجلى من خلال وقوفه إلى جانب إخوانه المظلومين في فلسطين الأعزاء، لبنان الذي يقف إلى جانب غزة وفلسطين بالنار والمقاومة التي تحارب العدو الصهيوني على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ويسقط لنا أكثر من 150 شهيداً، وتقدم المقاومة في لبنان درساً كبيراً لكل الأحرار أن الإنسان عندنا يمتلك الإرادة والقوة ويستطيع أن يواجه أعداء الإنسانية، لتقدم المقاومة درساً كبيراً حين يُقدِّمُ قادتها أبناءهم وخيرة شبابها شهداء على طريق فلسطين ودفاعاً عن المضطهدين والمظلومين في غزة.

وأوضح الشيخ جعيد : ما تشاهدونه اليوم من مجازر ومحارق وإبادة وتدمير في غزة ليس جديداً في فلسطين، لكن منذ أن وجد هذا الكيان الصهيوني وفي كل ساعة ولحظة منذ تأسيسه واحتلاله للأراضي الفلسطينية والعربية كانت مجازره مستمرة حتى اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن وغيرها.

وأشار الى أن "هذا الكيان الذي انبنى على العدوانية وممارسة أبشع المجازر وعمليات القتل الوحشية وعلى طرد وتهجير أصحاب الأرض الحقيقيين وجلب شعوب مختلفة الألوان والأعراق واللغات من سائر أصقاع الأرض لاستيطان واحتلال أراضي وبيوت وممتلكات الفلسطينيين.

وقال عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان : نرى اليوم الأطفال والنساء والعجز في غزة رغم كل البشاعات والمجازر والمذابح والدمار الشامل متشبثون بأرضهم لا يغادرونها، وتعلن هدنة ويتوقف العدوان لمدة أسبوع من أجل تبادل الأسرى والمعتقلين فنرى الغزاويين يعودون إلى بيوتهم المدمرة لا يغادرونها أبداً، هنا نعرف الفرق بينهم وبين الصهاينة المحتلين وليس اليهود لأن اليهودية هو دين محترم عند الإسلام وكذلك المسيحية، وعندما حكم الإسلام كل العالم فهو الذي حافظ على الوجود المسيحي في الشرق، وتعالوا إلى لبنان والبلاد العربية لتروا بأم العين المسجد إلى جانب الكنيسة وعاش اليهودي والمسيحي إلى جانب المسلم مع ضمان حرية العبادة والاعتقاد، ورئيس بلدي لبنان مسيحي رغم الأكثرية المسلمة. لذلك نحن أهل الوحدة والحوار والوفاق ولكننا ضد العدوان وممارسة الظلم الاستكباري العالمي بقيادة أميركية وأوروبية، الحرب اليوم في غزة ليست حرب نتنياهو لكنها حرب الرئيس بايدن بإدارته السياسية وحرب فرنسا وبريطانيا وكل الدول الظالمة.

وتوجه الى المشاركين قائلاً : اتمنى بان تكونوا عوناً وناصراً للمظلوم في وجه الظالم، هي صرخة فلسطين، أنا لست فلسطينياً لكن انتمائي ونهجي ومبادئي يفرضون علي الوقوف إلى جانب فلسطين، وليس بالعنوان الإسلامي لكن من خلال العنوان الإنساني لأن فلسطين هي قضية الإنسان والأحرار وقضية مظلوم في وجه ظالم، ومضطهد في وجه محتل. فلسطين التي تتعرض لآلام كبيرة كما تعرض المسيح عيسى عليه السلام. ونحن كمسلمين نحب ونقدس عيسى المسيح كما نحب ونقدس محمد عليهما الصلاة والسلام فلا نفرق بين رسل الله.

وتابع : في فلسطين هناك كنائس أرثوذكسية تتعرض للدمار والقصف من قبل هؤلاء الصهاينة وحين قاموا بقصف الكنيسة المعمدانية ومستشفاها لم يراعوا كنيسة ولا مستشفى ولا حرمة مسجد، فتراهم يدمرون المساجد والكنائس دون تفرقة، لذلك نحن كمسلمين وأنتم كمسيحيين سواء في هذا الاعتداء علينا على الدين الإسلامي والدين المسيحي وإن التهديد للمسجد الأقصى هو نفسه لة نبسة المهد أول كنيسة في المسيحية من قبل من لا يؤمن بأي دين وإنسانية أو يراعي كرامة لإنسان.

وختم: من لبنان المقاومة الذي هو جزء من بلاد الشام التي هي مهد المسيح ونحن القريبون من مدينة الأديان القدس الشريف التي هي ليست مدينة للمسلمين فقط لكنها مدينة الإسلام والمسيحية، رمز التعايش والسلام الحقيقي، أتيتكم أحمل لكم يا إخوتي المسيحيين كل الاحترام والتقدير وأرجو الله عز وجل أن نتعاون معاً من أجل حرية الإنسان ومن أجل كرامته.