الدكتور شهرياري :

استهداف الأقصى هو استهداف لحياة الأمة و وجدانها وعزتها وكرامتها

استهداف الأقصى هو استهداف لحياة الأمة و وجدانها وعزتها وكرامتها

اصدر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، بيانا في معرض التعليق على التطورات الاخيرة داخل الارضي الفلسطينية المحتلة، حيث اعتداءات الصهاينة المتتالية على المصلين والمعتكفين في المسجد الاقصى البارك؛ مؤكدا فيه ان "استهداف الأقصى هو استهداف لحياة الأمة و وجدانها وعزتها وكرامتها".

نص البيان الصادر عن فضيلة الدكتور شهرياري جاء كالتالي : 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾
لم يعد خافيًا على القاصي والداني ما يجري في المسجد الأقصى من عدوان وانتهاك للحرمات واستباحة للمحرمات، وهذا ما شهده هذا المكان المقدس منذ أن أضرم فيه الصهاينة النار سنة 1968 وربما قبل ذلك.
استهداف الأقصى هو استهداف لحياة الأمة و وجدانها وعزتها وكرامتها، وهو تحقيق لهدف الصهاينة في الإذلال وفي إنزال الهزيمة النفسية والروحية بالأمة.
وفي هذه المرة توسّع العمل العدواني ليشمل القدس بأجمعها بل فلسطين بكاملها، وامتدّ إلى لبنان وسوريا.
لقد واجه هذا العدوان ردود فعل شعبية واسعة في جميع العالم، وكذلك ردود فعل رسمية بفضل ما شهدته المنطقة أخيرًا من خطوات لإزالة مظاهر الفرقة والنزاع.
إن هذا العدوان الصهيوني الأخير على الأقصى وعلى أهلنا في الأرض المحتلة يعود فيما يعود إلى ما شهدته ساحة المنطقة من تفاهم وتقارب، إذ إن هذا أشدّ ما يثير حفيظة الصهاينة وسخطهم، وهو درس لنا في هذا الجيل والأجيال القادمة يؤكد أن الصهاينة يتمدّدون على حساب تفرقنا واختلافاتنا، ويؤكد ضرورة بذل الجهود قبل كل شيء لرص الصفوف وتوحيد الكلمة، فذلك هو السبيل الوحيد لردع العدوان، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
إن الهجوم الوحشي على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى قد أوضح مرة أخرى مدى ما يكنّه الصهاينة من حقد على الإنسان المسلم والمقدسات الإسلامية، كما أن تأييد أمريكا وبعض البلدان الغربية لهذا العدوان يؤيد ما قرره كتاب الله العزيز بأن الكافرين بعضهم أولياء بعض، وإن لم يتحقق بيننا هذا الولاء فإن عواصف الفتنة والفساد ستهب علينا لاسمح الله، وصدق سبحانه إذ قال ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ .
فإلى الوحدة أيها المسلمون وإلى التقارب المذهبي والقومي فإننا أمة واحدة بمنطق القرآن: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ .
إننا قادمون على يوم القدس فلنثبت وحدتنا وتلاحمنا و وقوفنا صفًا واحدًا أمام عدوان المعتدين وكيد الكائدين، والله سبحانه ناصرنا حتمًا إن نصرناه ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
د.حميد شهرياري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية