ما الذي يجعل قائد الثورة الإسلاميّة يولي اهتماماً خاصّاً بالطلّاب الجامعيّين والجامعات؟
"عندما تأسس هذا النظام وانتصرت الثورة بقيت الجامعات في ساحة النضال. لقد جذب الكفاح إليه الكثيرين، بيد أن من أهم المراكز التي نزلت إلى ساحة الكفاح هي الجامعات والطلبة الجامعيين. كان العدو يركز في ذلك الحين على الجامعة والطالب الجامعي وقد سيطر عليهما في بداية الثورة. أي إن العدو ركب الجامعات. كنت أذهب كل أسبوع إلى جامعة طهران فأصلي وألقي كلمة وأجيب عن الأسئلة. وكان الطلبة الجامعيون يجتمعون ويطرحون الأسئلة ويثيرون ما لديهم من نقاط غامضة ويتحدثون ونجيب على إشكالاتهم. كانت الجامعة قد تحولت إلى ساحة حرب حقيقية. کان هناك طلّابٌ جامعيّون من اليساريين وأيضاً من أنصار الشاه. هؤلاء الذين كانوا دائماً ضد بعضهم وضعوا يداً بيد مقابل الثورة والنظام الإسلامي والإمام الخميني الجليل، واتحدوا واتفقوا، وكان هناك أيضاً من أبناء عناصر السافاك، وكان هناك اليساريون الماركسيون، وكان هناك فدائيو خلق والمجاهدين وما شاكل، وأنتم تعرفونهم وسمعتم بهم وربما قرأتم عنهم. اجتمعوا كلهم مقابل جماعات الطلبة الجامعيين المتدينين .طبعاً فتح الطالب الجامعي الثوري المتدين الجامعة". هذه الكلمات هي مقتطفٌ من كلام قائد الثورة الإسلاميّة بتاريخ 7/6/2017 حول الأيام الأولى لمشاركته بين الطلاب الجامعيّين في أوائل أيام انتصار الثورة الإسلاميّة.
يتّضح من الكلام أعلاه مدى أهميّة الطلاب الجامعيّين والأجواء الجامعيّة بالنسبة للإمام الخامنئي، والأهمّ من ذلك كلّه أنّه طوال أكثر من أربعين عام بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، لم يتراجع اهتمام سماحته بقضيّة الطالب الجامعيّ والجامعة مع تغيّر مسؤوليّاته. فوفق الإحصائيات والوثائق، ومع الأخذ بعين الاعتبار التساهل الذي جرى أوائل الثورة حيال تسجيل لقاءات سماحته، فقد أجرى قائد الثورة الإسلاميّة طوال أكثر من 250 لقاء مع الطلّاب الجامعيّين، وهذا رقم لافتٌ جدّاً لمن أمضى قرابة ال40 عاماً في أعلى مناصب الجمهوريّة الإسلاميّة.
تشير الأبحاث إلى أنّ أكثر اللقاءات تكراراً ترتبط ب58 لقاء مع عامّة الطلاب الجامعيّين، جلسات تطول عدّة ساعات في شهر رمضان المبارك. والمرتبة التالية ترتبط باللقاءات التي أجريت مع أساتذة ومسؤولي الجامعات حيث بلغ عدد اللقاءات الـ52 لقاء. وتتّضح أهميّة اللجان الطلابية بالنسبة للإمام الخامنئي في عدد لقاءات الأسئلة والأجوبة التي أجراها سماحته معها والذي بلغ الـ42 لقاء. ومن الأرقام اللافتة في لائحة اللقاءات الخاصّة بالجامعات، اللقاءات الـ37 التي جرت مع طلاب جامعة واحدة، إن كان في حسينيّة الإمام الخمينيّ أو داخل إحدى الجامعات في طهران وسائر المدن، وطبعاً كانت حصّة بعض الجامعات أكبر من غيرها، مثل جامعة طهران. كما أنّ زيارات قائد الثورة الإسلاميّة إلى مختلف المحافظات شهدت 26 لقاء مع الطلاب الجامعيّين. وعقد 16 أيضاً لقاء مع النخب الجامعيّين.
والنقطة البارزة في هذه اللائحة، هي جلسات السؤال والجواب الفوري على شكل مناظرات بين الطلاب الجامعيّين والإمام الخامنئي. هذه الجلسات عقد بعضها قبل استلام سماحته رئاسة الجمهوريّة، وعقد بعضها الآخر في فترة رئاسته للجمهوريّة وقيادته للثورة الإسلاميّة. ومن بين اللقاءات الطلابيّة نلاحظ وجود 7 لقاءات مع الطلاب الإيرانيّين خارج البلاد، وبشكل خاصّ أعضاء اتحاد اللجان الطلابيّة الإسلاميّة في أوروبا. النقطة اللافتة والأخيرة هي أنّ أغلب وقت هذه الجلسات يُخصّص لاستماع تصريحات الجامعيّين.