| حوار |
المفكر المغربي هاني ادريس لـ "تنـا": إفراط الكيان الصهيوني في القوة مؤشر ضعفه وافلاسه
اكد المفکر المغربي البارز "الدكتور هاني ادريس"على، ان "كيان الاحتلال يسعى من خلال استخدام العنف المفرط الى لفرض أمر واقع داخل الاراضي الفلسطينية وانتزاع الاعتراف بشرعيته من الشعب الفلسطيني، ولكن هذا الإفراط في القوة مؤشر ضعف وافلاس الاحتلال".
وأضاف الدكتور ادريس في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء التقریب (تنا) حول تصريحات قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الامام الخامنئي، بأن "الكيان الصهيوني الغاصب تلقى هزيمة في عملية طوفان الأقصي، لا يمكن ترميمها على المستوى العسكري والاستخباراتي"، قائلا : إن تصريح السيد القائد مبني على رؤية ومواكبة دقيقة، باعتباره ليس فقط قائد ثورة، وقبلها تقلد منصب رئيس جمهورية، بل أيضا بوصفه مناضل قديم وناشط في محطات التضامن والمساندة لفلسطين قبل الثورة.
واوضح : لذا فهو تصريح يؤخذ بجدية، لأنه مبني على خبرة سياسية وإلمام كبير بتاريخ القضية الفلسطينية؛ بالفعل، إن ما حديث يوم 7 من أكتوبر بغزة، يعتبر غير مسبوق، وضربة قاضية لا يمكن للاحتلال أن يتجاوزها.
وحول مزاعم داعمي الكيان الصهيوني وقادته بأن "ملحمة طوفان الاقصى لم تكن من الفلسطينيين"، فقد أكد المفكر المغربي على أنه "إن كانوا يعتبرون وجود تنسيق ووحدة الساحات في محور المقاومة، فهذا صحيح، أما إن كانوا يعتبرون أن عملية طوفان الأقصى ليست مبادرة وتخطيطا من المقاومة الفلسطينية، فهذه محاولة لتحجيم قدرات المقاومة والتشكيك في قدراتها الجديدة".
ولفت ادريس، الى ان "المقاومة منذ سنوات وهي تتحدث عن تطوير نفسها، ولكن الاحتلال لم يأخذ هذا الأمر بجدية، فكانت الصدمة كبيرة".
وردا على سؤال حول "دور العالم الإسلامي وعلماء الأمة تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم وأمام غطرسة وجرائم الصهاينة الوحشية في قطاع غزة؟ قال : أن العالم الإسلامي يدرك تماما، وعلى مدى 75 سنة ما عليه من واجبات تجاه شعب مظلوم، وأرض مقدسة. لقد استغل الاحتلال تفكك الأمة، وتناقض مصالحها، وساهم هو أيضا في تعميق الخلاف بين أقطار الأمة. إن المقاومة الفلسطينية تقع في الصف الأمامي للدفاع عن الأمة برمتها.
وتابع : إن السؤال المغيب اليوم، هو : ماذا سيحصل إذا ما تمكن الاحتلال من تصفية القضية الفلسطينية؟ إنها بداية السيطرة على أمة بكاملها.
وفي اشارة الى الصفعة التي تلقاها العدو الصهيوني بواسطة طوفان الاقصى، ودور الضحية الذي لعبه ليدعمه الغرب والاستكبار، والالية الكفيلة بافشال هذ المخطط المشؤوم؟ أجاب المفكر المغربي : تلك هي تناقضات الاحتلال منذ البداية، فلقد تمكن من تثبيت صورة نمطية عن نفسه، باعتباره ضحية مطلقة، حتى حينما يكون في ذروة التخريب والتدمير ضد الشعب الفلسطيني. فهو ضحية مسبقا في تقدير السياسة الدولية. وليس هناك إلا الإعلام كوسيلة مضادة. ومقابل التضليل إعلامي فلا بد أن يكون التصحيح إعلاميا. وهناك أيضا المساندة الغربية التي توفر له المجال لتضليل الرأي العام الدولي. وبذلك فإن الإعلام يلعب دورا كبيرا، ولكن لازال إعلامنا غير مستوف لشروط التكافؤ في معركة الوعي، وإن كان الوضع اليوم متقدما مقارنة بالماضي.
واوضح ادريس، ان "عملية طوفان الاقصى تحققت نتيجة لجولة أو معركة في حرب طويلة الأمد، وامتدت أكثر من سبعين عقدا من الزمن، ولم تتوقف إرادة الشعب الفلسطيني عن ابتكار أساليب للدفاع عن حقوقه.
وتابع : كلما تجاهل النظام الدولي قضية الشعب الفلسطيني، كلما استمرت العمليات. نعم، إن احتلالا بهذا العنف المفرط، ينتظر عمليات أخرى. فالشعب الفلسطيني هو في حالة مقاومة مفتوحة ضد احتلال مفتوح أيضا.
وردا على سؤال حول اسباب لجوء الكيان الصهيوني لجرائم ترتقي الي جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة، صرح المفكر المغربي، بأنه "لم يعد أمام الاحتلال خيارات جديدة، بل منذ قام وهو يبطش ويفتك بالشعب الفلسطيني، خارقا بذلك كل الأعراف الدولية وقواعد الحرب. وهو في هذا العنف المفرط يسعى لفرض أمر واقع ، وانتزاع اعتراف من الشعب الفلسطيني. إن الاحتلال يكره المقاومة، لأنها بمثابة نقيضه التاريخي".
واكمل : الافراط في العنف، ينتهي بالتفكك، كما هو نظام الآبارتهايد، والإفراط في القوة لا يؤمن المصير الأفضل، بل هو مؤشر ضعف وافلاس الاحتلال.
نهاية الحوار