المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب يدين صمت الانظمة الاسلامية تجاه مظلومية غزة

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب يدين صمت الانظمة الاسلامية تجاه مظلومية غزة

اصدر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بيانا، دان فيه صمت الانظمة الاسلامية تجاه العدوان الصهيوني المتكرر على فلسطين وقطاع غزة.


نص البيان الصادر بهذا الشان عن المجمع جاء على الشكل التالي : -

[بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْحَمْدُ لِلّهِ قاصِمِ الْجَبَّارِينَ، مُبِيرِ الظَّالِمِينَ، مُدْرِكِ الْهارِبِينَ، نَكالِ الظَّالِمِينَ، صَرِيخِ الْمُسْتَصْرِخِين].

في الوقت الذي مضى فيه أكثر من عشرين شهرًا على عدوان الكيان الصهيوني على اهالي قطاع غزة الأعزل، أضيفت جريمة جديدة إلى سجل جرائم هذا الكيان المصطنع، وهي منع وصول الماء والغذاء والدواء إلى سكان هذا القطاع.

وعلى الرغم من أن صرخات استغاثة الشعب الفلسطيني تسمع في أنحاء العالم، خصوصًا خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه نادرا ما يسمع صوت مؤثر من قبل الحكومات الإسلامية والهيئات العلمية بهذا الخصوص.

هل يوجد في العالم الإسلامي، اليوم، وبما يشمل الحكومات والعلماء من مختلف المذاهب، واجب أهم من دعم الشعب الفلسطيني المظلوم؟!

وهل من المقبول أن نأكل الطعام ونشرب الماء نحن وأبناؤنا في راحة، بينما يعجز إخوتنا وأخواتنا في غزة عن توفير أدنى مقومات الحياة لأطفالهم الصغار؟!

وهل يقتصر دور الحكومات الإسلامية، بل والأهم من ذلك، العلماء والفقهاء، على مجرد التعبير عن الأسف والتألم؟!

وهل بعد استشهاد أكثر من ستين ألفا، وتجويع وتعطيش نحو مليوني إنسان في غزة، علينا فقط أن ننتظر متى، وبأي قدر، ستتظاهر الأمم المتحدة أو الحكومات الغربية المتحالفة مع الكيان الصهيوني بإرسال "مساعدات إنسانية" للاجئين الفلسطينيين؟!

وهل يُعقل للأمة الإسلامية، بتعدادها السكاني الذي يبلغ ملياري نسمة، وثرواتها الهائلة، ورصيدها الاجتماعي الفريد، والدعم غير مسبوق الذي تتلقاه من الرأي العام العالمي، ان تكتفي بمشاهدة الصور المرعبة التي تُنقل من قطاع غزة؟

يجب على علماء الأمة الإسلامية أن يسألوا أنفسهم : في مواقعنا ومناصبنا، ما هو المعروف الذي يجب علينا ان نأمر به اليوم؟ وما هو المنكر الذي ننهى عنه؟

أي معروف أعظم اليوم من الاستجابة لصرخات استغاثة الجياع والعطاشى من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى غزة؟! وأي منكر أخطر من اللامبالاة تجاه هذه الكارثة؟!

ما الخير الذي يفوق أهميته اليوم من توعية الأمة الإسلامية بواجبها تجاه سكان غزة المظلومين؟! وما الفريضة الشرعية الأوجب من الاهتمام بالوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني؟!

الأمة الإسلامية برمتها، مسؤولة اليوم عن الوضع الجاري في قطاع غزة، ولا شك أن مسؤولية "الحكام" و"العلماء" تفوق مسؤولية باقي الشرائح المجتمعية في العالم الاسلامي؛ ولو أرادت الانظمة الإسلامية، لكان بإمكانها ردع هذا الكيان الوحشي، على الأقل بإظهار العزم على إيصال الماء والغذاء والدواء إلى غزة.

كما أن العلماء المسلمين يتحملون مسؤولية فريدة في تطبيق التعاليم الإسلامية والقرآنية لإجبار حكوماتهم على التحرك بهذا الاتجاه.

﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ - (البقرة : 177).

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية