الشيخ الخطيب : الكيان الصهيوني يريد التخلص من الشعب الفلسطيني
قال نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" في لبنان "الشيخ علي الخطيب" : ان استهداف "إسرائيل" لقطاع غزة وتحويله الى ارض محروقة، كان مخطط له من قبل؛ مبينا انه "منذ اعلان تشكيل الكيان الإسرائيلي اليهودي في 1948م، اراد الصهاينة ان يتخلصوا من الشعب الفلسطيني، لانهم يخافون من التغير الديمغرافي في فلسطين لصالح السكان الفلسطينيين على حساب اليهود الاسرائيليين حيث انهم لا يتوالدون كثيرا".
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، استعرض "الشيخ الخطيب" اخر التطورات داخل الاراضي الفلسطينية ولاسيما قطاع غزة، بعد عملية "طوفان الاقصى" البطولية والحرب الشعواء التي يشنها الجيش "الاسرائيلي" المدجج بالسلاح ضد اهل القطاع العزل بمن فيهم النساء والاطفال.
واضاف : الاسرائليون يهدفون الى تصفية فلسطين ونسف القضية الفلسطينية على اساس ذلك، وفي هذا السياق يعمدون الى تهجير سكان غزة قسرا ونقلهم الى مصر واسكانهم في صحراء سيناء، وايضا تهجير سكان الضفة الغربية الى الأردن، لتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة والتي تشمل الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 48 وتهجيرهم الى لبنان.
وتابع : العدو زعم انه يستطيع من خلال جرائمه الوحشية اخافة الفلسطينيين ليتركوا ارضهم كما حصل في سنة 48 م عند اعلان "دولة اسرائيل"، لكن الفلسطينيين فوّتوا على العدو هذه الفرصة، نعم دفعوا ثمنا كبيرا ولكنهم انتصروا في النهاية.
وفي اشارة الى بعض الاسباب التي دفعت بانطلاق عملية طوفان الاقصى، لفت "الشيخ الخطيب" ان الكيان الصهيوني قام خلال الفترة الاخيرة باعتقال اكثر من خمسة الاف فلسطيني من الضفة الغربية ومن المناطق التي دخل اليها في غزة، فاراد المقاومون الحصول على عدد من الاسرى "الإسرائيليين" ومبادلتهم بالمعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو.
وحول محاولات الوقيعة بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان : لقد حاول الاعداء ان يضربوا "وحدة الساحات" داخل فلسطين وايضا اثارة مشاعر الفلسطينيين ضد محور المقاومة، وادعوا "انها لم تقم بمساندتهم او الدخول في حرب واسعة مع العدو الإسرائيلي"، وبالتالي قالوا للفلسطينيين بان "هؤلاء يكذبون عليكم وليس هناك مساندة حقيقية لفلسطين".
واوضح : يعني ارادوا الايحاء للمقاومة الفلسطينية، بان "وحدة الساحات مجرد دعاية إيرانية وان الايرانيين لا يريدون تحرير فلسطين وانما يريدون ان يساوموا على الفلسطينيين بان يحققوا بعض المكتسبات السياسية في محادثاتهم مع الولايات المتحدة الامريكية.
واكد الشيخ الخطيب : طبعا هذا كذب، والمقاومة سواء في لبنان او في العراق او في اليمن، اثبتت بان هذا الموضوع غير صحيح، وكما قال الأخ "السيد حسن نصر الله"، فاننا نربح على إلاسرائيلي بالمقاومة.
وعن اثار عملية طوفان القصى، اشار العالم الاسلامي الليناني، انه اذا توقفت الحرب وارغم العدو الصهيوني على وقفها، فان "الاسرائليين" الذين اضطُروا الى ترك مستعمراتهم سواء على الحدود اللبنانية او في اطراف غزة وفي المستوطنات التي اقتحمتها الفلسطينيون، هؤلاء سوف لن يعودوا، كما هم يصرحون بذلك من "اننا فقدنا الامن ولا نستطيع ان نعود لاننا نخاف من حزب الله ونخاف من المقاومة الفلسطينية".
واستطرد : لذلك من المؤكد ان الكثير منهم لن يعودوا لانهم لا يطمحون بابعاد المقاومة من جنوب لبنان، ولن يتحقق ذلك كما فشل مخطط العدو بالقضاء على المقاومة وحماس في غزة، وبالتالي هناك احتمال كبير بان يغادر اليهود الاسرائيليون من فلسطين المحتلة باتجاه اوروبا، وبذلك ستكون نهاية "إسرائيل" قطعا.
ولفت بان "اسرائيل" ارادت من خلال توسيع دائرة الحرب ان تضرب المقاومة بواسطة الولايات المتحدة الامريكية والغرب، ولكن المقاومة أيضا افشلت هذه المحاولة، ولذلك فإن العمليات التي تنفذها المقاومة الاسلامية من جنوب لبنان دقيقة وفي اطار محاور معينة، وقد ادت الى تهجير ما يقارب ثلاث مائة الف مستوطن "إسرائيلي".
وتابع القول : هؤلاء المستوطنون يشكلون ضغطا اجتماعيا وسياسيا كبيرا على الداخل "الإسرائيلي" وهذه احد الأوراق التي اتخذتها المقاومة، والديليل على ذلك هو ان "الاسرائليين" بداوا يتذمرون بالقول، "اننا كنا نفرض منطقة امنة داخل الأراضي اللبنانية وعلى الحدود الفلسطينية والان المقاومة اللبنانية هي التي تفرض منطقة امنة داخل فلسطين المحتلة على الحدود اللبنانية"، مؤكدا بان" الوضع تبدل وأصبحت اليد العليا هي يد المقاومة".
وحول استهداف التحالف الامريكي البريطاني لليمن، اعتبر الشيخ الخطيب، ان هذه الضربات لا تاثير لها على اليمنيين؛ مبينا ان اليمن يقف اليوم في موقع مهم وخطير جدا ويفرض سيطرته في البحر الاحمر الستراتيجي بالنسبة للتجارة العالمية، ومتسائلا ان البرطانيين والامريكان ماذا يضربون في اليم الذي برهن على الصمود في حرب مدمرة استغرقت 9 سنوات؟! اضافة الى ان الصورة اصبحت الان بان الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة "انصار الله" باعتبارها حركة وبما يشكل اهانة لها كدولة عظمى.
واوضح نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى في لبنان : ان ما حصل هو ان اليمنيين عمليا فرضوا الحصار على الكيان الصهيوني وعلى ميناء ايلات ومنعوا وصول السفن اليه، وهذا له اثر كبير، سواء على الاسعار وعلى احتياجات الاسرائيليين؛ وبذلك فإن موقف اليمن هذا شكّل اداة ضغط حقيقية على العالم ليتحرك من اجل كسر الحصار عن غزة وايقاف الحرب على سكان القطاع.
وحول موقف الدول العربية من التطورات في غزة، قال : انا اتمنى على الدول العربية وخصوصا التي تقيم علاقات مع العدو "الاسرائيلي"، ان تقوم بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان واستخدام اي وسيلة تلزم العالم برفع الحصار ووقف الحرب عن غزة.
ومضى الى القول : لكن للاسف، الدول العربية لم تقم بهذا ولا 56 دولة اسلامية، سوى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي وقفت بشكل صحيح وصامد وعملي لمناصرة الفلسطينين، بينما هؤلاء الذين يتهمون ايران ومحور المقاومة بانهم لم يساندوا ! فماذا فعلوا؟ لم يفعلوا شيئا.
واكد الشيخ الخطيب : على الاقل يجب ان يكون هناك جهد دبلماسي عربي وضغط على الدول الاوروبية وامريكا لوقف القتال، لكنهم لم يقوموا شيئا.. الفلسطينيون لا يطلبون من العدو الصهيوني بان يوقف العدوان بل ماضون في مقاومتهم وجهادهم رغم المجازر والابادة الجماعية بحقهم، لكن المطلوب من العالم العربي والاسلامي هو بذل الجهد الدبلوماسي على الاقل بان يفرضوا ادخال المؤن وحاجيات الشعب الفلسطيني الى غزة ويمنعوا العدو من استهداف المستشفيات والمراكز الصحية هناك.
وفي اشارة الى موقف جنوب افريقيا الاخير، قال : نشكر هذا البلد على موقفه ومبادرته التي، وللاسف الاقربون من العرب والمسلمين لم يؤدوا شيئا قليلا مما تقوم به الان جنوب افريقيا.
واشار فصيلته الى دول الاعلام العربي والاسلامي من الحرب على غزة، وقال : باعتقادي هناك ضعف كبير في موضوع الاعلام والنخبة المؤيدة للمقاومة داخل العالمين العربي والاسلامي، وهذا يستدعي العمل على استجلاب الكفائات واستخدامها في هذه المعركة.
واضاف : لكن في المقابل، وسائل التواصل الاجتماعي افلحت في تبديل الراي العام العالمي الذي كان دائما يؤيد "اسرائيل"، حيث الان هناك قسم كبير من الاوربيين من غير العرب والمسلمين يقومون بتظاهرات ضخمة في الغرب وفي امريكا ايضا لنصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة المحاصرين.
وفي اشارة الى مواقف العلماء المسلمين، اعتبر الشيخ الخطيب ان هؤلاء العلماء يواجهون ليس العدو "الاسرائيلي"، فقط، وانما يواجهون الانظمة الموجودة في بلداننا، والتي تعمل على الفتن الطائفية والعصبية ومما يفرق جمع المسلمين؛ظ نعم المقاومة دفعت باتجاه الوحدة واتجاه فلسطين دفعا كبيرا، وكل ما فعل العدو سابقا من تاسيس داعش وغيرها الذين قاموا بالطائفية في العالم العربي والاسلامي فشل، بينما استطاعت المقاومة ان تعيد القضية الفلسطينية لتكون في الواجه والى مكانتها الحقيقية باعتبارها قضية المسلمين الرئيسية.