ـ(89)ـ
هل تملك تفسيرها الطبيعي.
الحقيقة يا سيدي ـ أن قضايا الدين لا تخضع دائما ً للمتعارف من المقاييس فمن آمن بالدين أمن بكل ما يأتي به من شؤون الغيب وإن خرج على ما لديه من تجارب ومقاييس.
وأخبار العصمة والإعلامية ـ بعد ثبوتها بالضرورة عن النبي (صلى الله عليه وآله) فأنها تصلح أن تكون من أعظم دلائل النبوة ؛ لصدقها في الأخبار عن عوامل الغيب وبخاصة لأمثالنا من الناس الّذين أدركوا صدقها وتحققت لديهم مضامينها ـ بعد أن أخذ أهل البيت واقعاً تاريخياً محساً لدى الجميع وقد رسمت أمثال هذه الأحاديث أهم خطوطه عندما قالت "أني تركت فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض".
ثم قلت: وقد أوشكت الشمس أن تغرب ـ لقد أخذت من أوقاتكم كثيراً وأفسدت عليكم نزهتكم في الإسكندرية لكثرة كلامي فاسمحوا لي أن نؤجل الحديث في بقية الأدلة على العصمة إلى جلسة أخرى أن أمرتم.
قال أحدهم: بالعكس لقد كانت هذه الجلسة من أثرى ما مر علينا من جلسات، لما دار فيها من حوار علمي مفيد.
قلت: ولكن لي سؤال أحببت أن أوجهه إلى الأخوين الجزائري والصومالي هل فيما سمعتم من عقائد إخوانكم ما لا يسر سماعه أو قل ما يتنافى مع مبادئ الإسلام.
قالوا: كلا إنّما هو من الإسلام وضمن إطاره العام والخلاف فيه لا يتجاوز الخلاف في كلّ مسألة اجتهادية تقع ضمن نطاق تعاليمه المقدسة.
قلت: هذا يكفينا فعلاً ولا يضرنا بعد ذلك أن نختلف، ولكم بعد هذا أن